عرف الوضع الامني بسوريا اليوم الاثنين تصعيدا خطيرا في اعقاب تفجيرات عنيفة هزت محافظة ادلب شمال البلاد خلفت ازيد من عشرين قتلى والتي جاءت ساعات قليلة من دعوات رئيس بعثة المراقبين للجميع لوقف العنف لإنجاح خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وقتل أزيد من عشرين شخصا معظمهم عناصر من قوات الامن في انفجارات هزت محافظة ادلب شمال البلاد وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان ان اكثر من عشرين شخصا معظمهم من عناصر قوات الامن قضوا في انفجارات عنيفة استهدقت مراكز أمنية بمحافظة ادلب . واشار من جهة اخرى الى ان انفجار بواسطة سيارة مفخخة عل الارجح وقع بحي "القدسية" بالعاصمة دمشق اليوم مخلفا ضحايا لم يعرف عددهم بعد. من جهة أخرى، اطلق مسلحون ليلة الأحد الى الإثنين قذيفة على مقر البنك المركزي السوري في دمشق اقتصرت اضرارها على الماديات . وذكر التلفزيون السوري الرسمي اليوم أن "مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مقر المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات بدمشق حوالي الساعة الواحدة فجرا وأسفر الهجوم عن أضرار مادية". الى ذلك انفجرت عبوة ناسفة يوم أمس بخط لنقل النفط تابع لشركة الفرات السورية بين قريتي محكان والقورية بمحافظة دير الزور مما أدى إلى عطب الصمام وتسرب كمية من النفط . كما استهدفت "مجموعة مسلحة" بحسب وكالة الانباء السورية "سانا" ليلة امس بقذيفة "ار بى جى" دورية لشرطة النجدة أمام مستشفى "ابن النفيس" فى دمشق مما ادى الى اصابة اربعة عناصر من الدورية بجروح. وكان قد قتل امس اربعة جنود سوريين فى انفجار وقع فى مركز عسكرى فى ريف حلب شمال البلاد. وتتهم السلطات /مجموعات ارهابية مسلحة/ بالوقوف وراء التفجيرات المتكررة والخارقة لوقف اطلاق النار في مناطق مختلفة من سوريا بينما تؤكد المعارضة انها من افتعال النظام. وكانت "الهيئة العامة للثورة "في سوريا اكدت أن قوات النظام قتلت 29 شخصا امس في مناطق مختلفة من سوريا. وقالت الهيئة أن قوات النظام قصفت بالمروحيات قرى في منطقة القصير بحمص وقرية سوحة وعقيربات في مدينة حماة كما اقتحمت حي "الأربعين" في حماة وشنت حملة اعتقالات وألقت القنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حي الميدان بدمشق. ويأتي هذا التصعيد في اعمال العنف في سوريا في ظل وجود فريق من المراقبين الدوليين فى عدة محافظات سورية للتحقق من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من افريل لكنه يسجل خروقات يومية أوقعت حتى الان مئات القتلى . كما يتواصل مسلسل العنف المميت بسوريا رغم الدعوات الدولية الملحة بضرورة وقفه وتجنيب البلاد الانزلاق باتجاه حرب اهلية . وكان رئيس بعثة الأممالمتحدة للمراقبين في سوريا الميجور جنرال روبرت مود الذي وصل إلى دمشق أمس الاحد دعا كافة الأطراف إلى وقف العنف لإنجاح خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان. ويخشى المتتبعون فشل خطة كوفي عنان خاصة في ظل اتهام السلطات "مجموعات ارهابية مسلحة" بافتعال التفجيرات فيما تؤكد المعارضة أنها من صنع النظام الامر الذي من شأنه تعقيد مهمة المراقبين الدوليين . وتنص خطة كوفي عنان على وقف أعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع وإطلاق المعتقلين على خلفية الحركة الاحتجاجية والسماح بالتظاهر ودخول المساعدات الإنسانية وبدء حوار حول عملية سياسية وبدلا من تحقيق أي بند من هذه البنود قتل 362 شخصا على الأقل منذ وصول طلائع البعثة المكلفة من مجلس الأمن مراقبة وقف إطلاق النار . في غضون ذلك يواصل وفد المراقبين الدوليين الذي بلغ عدده 20 مراقبا بعد انضمام خمسة مراقبين من مصر وبنغلاديش أمس الى البعثة جولاته الميدانية بمناطق مختلفة من سوريا. ومن المنتظر ان يصل عشرة مراقبين اليوم الاثنين بينهم مراقبون من اليمن ليكتمل عدد فريق طليعة المراقبين الى 30 مراقبا. ويواصل آلاف السوريين النزوح نحو البلدان المجاورة فارين من الأحداث التي تشهدها بلادهم خوفا على حياتهم وغالبا ما يواجهون ظروفا صعبة في ظل نقص مستلزمات العيش البسيطة في مخيمات أقامتها هاته الدول لإيواءهم. وفي تصريحات ادلى بها مؤخرا أكد الأمين العام للأمم المتحدة ان مليون شخص على الأقل تضرروا بفعل ما يجري في سوريا وأن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا نحو الدول المجاورة كتركيا ولبنان والأردن والعراق.