يواصل فريق المراقبين الدوليين بقيادة الجنرال النرويجي روبرت مود الذي وصل الى دمشق يوم الاحد مهمته في مراقبة وقف اطلاق النار وسط استمرار لاعمال العنف التي تحصد المزيد من أرواح السوريين. ولدى وصوله اليوم الى دمشق طالب قائد فريق المراقبين الدوليين الى سوريا روبرت مود جميع الاطراف في هذا البلد بمساعدة فريق المراقبين لانجاح مهمتهم. للاشارة تولى الجنرال مود ما بين أعوام 2009 و 2011 قيادة بعثة الأممالمتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط وخدم مرتين في إطار قوة الحلف الأطلسي في كوسوفو قبل أن يصبح رئيس أركان الجيش النروجي في ال 2005. وقال مود " مهما كان عددنا لا نستطيع ان ننجز شيئا وعلى الجميع ان يساعدنا لاجل أن يوقف العنف في سوريا " مشيرا الى ان عدد المراقبين سوف يتضاعف خلال الأيام القادمة للعمل مع جميع الأطراف لتنفيذ خطة موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان ببنودها الستة. وتنص خطة كوفي عنان على وقف أعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع وإطلاق المعتقلين على خلفية الحركة الاحتجاجية والسماح بالتظاهر ودخول المساعدات الإنسانية وبدء حوار حول عملية سياسية وبدلا من تحقيق أي بند من هذه البنود قتل 362 شخصا على الأقل منذ وصول طلائع البعثة المكلفة من مجلس الأمن مراقبة وقف إطلاق النار . ووافق مجلس الأمن الدولي على نشر فريق طليعي مكون من 30 مراقبا في سوريا ثم وافق في 21 أفريل الجاري بالإجماع على قرار يقضي بنشر ما يصل الى 300 مراقب عسكري غير مسلح بشكل مبدئي لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف شهر أفريل عملا بخطة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي عنان. وفي اطار مهمته بسوريا قام فريق من المراقبين الدوليين اليوم بزيارة لمنطقة الخالدية في مدينة حمص السورية. وقال المتحدث باسم بعثة المراقبين الدوليين نيراج سينغ في تصريح له إن أعضاء البعثة في حمص ودرعا وإدلب يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق الموجودين فيها. وأوضح سينغ أن الفريق الموجود في دمشق يعمل من أجل تحضير الأرضية للبعثة الموسعة القادمة لافتا الى ان "الفريق يقوم بارسال ملاحظاته عن الوضع في المدن السورية الى كوفي عنان" داعيا من جانبه طرفي النزاع الى الالتزام بتعهداتهما ووقف جميع أشكال العنف في البلاد. الا ان التقارير الواردة من سوريا تفيد باتجاه الاوضاع عكس هذا المطلب حيث قتل 18 شخصا من بينهم طفل وامرأة برصاص قوات الامن في كل من حماه وحمص وريف دمشق ودرعا وادلب ودير الزور . وقالت لجان التنسيق المحلية ان القصف المروحي الذي تعرضت له قرية (حمادي عمر) في حماه من قبل قوات النظام اليوم أسفر عن سقوط ثمانية قتلى. واوضحت أن حي الاتارب في حلب تعرض كذلك لقصف هو الاعنف منذ بدء العمليات العسكرية في الحي وسط أنباء عن سقوط جرحى في حين أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية جديدة الى المدينة ترافقت مع اطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية. كما نفذت قوات الامن في معظم المدن السورية حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع اطلاق نار وقصف عنيف بالدبابات والرشاشات الثقيلة لتفريق مظاهرات خرجت فيها للمطالبة بالحرية واسقاط النظام. وأشارت لجان التنسيق المحلية الى ان بلدة عقيريات في حماه تتعرض للقصف بالطيران والدبابات من قبل قوات النظام التي هاجمت مظاهرات حاشدة خرجت في دير الزور ودمشق وقامت بتفريقها بقوة السلاح. وفي داعل بدرعا قامت قوات الامن والشبيحة باطلاق نار كثيف من جميع الحواجز لتفريق مظاهرات خرجت في المدينة وسط أنباء عن سقوط جرحى فيما قصفت بالقذائف حي القصير في حمص وعززت وجودها العسكري في حي جوبر في ظل مخاوف من عملية عسكرية جديدة. من جانبها نقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن مصدر عسكري قوله ان اربعة عسكرين سوريين قتلوا اليوم بانفجار صندوق ذخيرة سقط خلال نقله في نقطة عسكرية جنوب مدينة حلب . ويتواصل مسلسل العنف بسوريا رغم الجهود والندءات الدولية المطابة بضرورة احتواءه وتجنبيب البلاد المزيد من اراقة الدماء مع العلم ان حصيلة ضحايا هذا العنف بلغت أمس 48 قتيلا سقط معظمهم في ريف دمشق وحماة وحلب . فقد دعا بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة امس السبت الرئيس السوري بشار الأسد إلى وضع حد ل13 شهرا من أعمال العنف التي تعصف بسوريا . كما طالبت فرنسا بإرسال قوات إذا لم تثمر خطة عنان بعد مرور 10 أيام على تطبيقها في حين لوحت تركيا بطلب تدخل "الناتو" لحماية حدودها. تجدر الاشارة هنا الى ان مجلس الأمن القومي التركي سيعقد غدا الاثنين اجتماعا لمناقشة عدة موضوعات من بينها مناقشة الجهود الدولية المبذولة من جانب المبعوث الأممي العربي كوفي أنان بشأن حل الأزمة السورية , فضلا عن الأوضاع الجارية على الشريط الحدودي التركي السوري.