تمثل ولاية الطارف بمنحوتاتها الصخرية وتوابيتها الحجرية وتعدد آثارها التي تشهد على حضارات غابرة إحدى أكبر خزانات البلاد في مجال الآثار التاريخية خاصة خلال الحقبة البونية – الليبية، حسب ما أفاد به مدير الثقافة السيد علي طيبي. وإذا كانت هذه الولاية قد سجلت اسمها من خلال ثرائها البيولوجي وأوساطها الطبيعية التي تشكل معا محمية للتنوع البيئي فهي تخفي أيضا كنوزا أخرى ليست معروفة بالشكل الكافي إلا أنها تبقى قيمة لأنها تعود إلى عصور غابرة حسب ما أضافه ذات المسؤول. ولا تزال عشرات المواقع التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ و الآثار تنتشر عبر هذه المنطقة الواقعة بأقصى شرق البلاد مبسوطة تحت غطاء نباتي كثيف يخفيها ويحفظها في ذات الوقت من اعتداءات الانسان. وتشهد عديد الآثار على ماض عريق لهذه المنطقة التي طالما شكلت بفضل موقعها الجغرافي مكانا لمختلف الحضارات التي تعاقبت على حوض البحر المتوسط. و من بين أهم المواقع الأثرية لولاية الطارف يبرز في المقام الأول ملجأ تحت الصخور يقع بالقرب من المكان المسمى "غار المعيز" المزين برسومات صخرية تعود إلى العصر الحجري الحديث أي الى 6 آلاف سنة قبل الميلاد اكتشف مؤخرا ببلدية الشافية. وتشكل "الدولمانات" أهم آثار البلدية الحدودية ل"بوقوس" في حين تتميز دولمانات "روم السوق" بتوابيتها المنحوتة بالحجر. وتشهد معصرات الزيتون وقطع أثرية أخرى على وجود الإنسان الذي ظهر بهذه المنطقة قبل قدوم الفينيقيين عن طريق البحر بنحو 1.100 سنة قبل الميلاد. و لا يمكن رؤية بعض هذه الآثار بسهولة أو الوصول إليها حيث لا تزال هذه الثوابت خالدة وساكنة تتحدى الزمن بعيدا عن الطرق والمسالك وغيرها من الممرات.