اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين يوم الاثنين القصر الرئاسي في مالي وأبرحوا الرئيس الانتقالي ديانكوندا تراورى ضربا احتجاجا على قرار ابقائه في السلطة المبرم بين قادة الانقلاب العسكري وقادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس". وأفادت مصادر إعلامية نقلا عن مصدر محلي أن "تراوري نقل إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب وأصابته في رأسه على يد عدد من المتظاهرين الرافضين لقرار بقائه على رأس الحكم في البلاد". وأضاف المصدر أن "ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح اثر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين الذين اقتحموا مكتب الرئيس والقصر الرئاسي بالقوة". وحسب المصدر فان "المحتجين مزقوا صورا لتراوري وطالبوا بأن يخلفه الكابتن امادو سانوجو الضابط الذي قاد الانقلاب العسكري في ال22 مارس الماضي". وكان قائد الانقلابيين الماليين الكابتن امادو هايا سانوجو قد صرح يوم الأحد للتلفزيون الرسمي أنه تم التوصل إلى اتفاق مع زعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" يقضي ببقاء الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري - الذي كان من المقرر أن تنتهي فترة رئاسته للبلاد (مدتها 40 يوما) اليوم- في الحكم إلى غاية إجراء انتخابات جديدة. و كان البرلمان المالي قد أقر الجمعة الماضية مشروع قانون ينص على العفو عن منفذي انقلاب 22 مارس الماضي ضد نظام الرئيس امادو توماني توريه. و يشمل العفو منفذي الأعمال التي وقعت بين 21 مارس تاريخ بدء تمرد العسكريين الذين أطاحوا في 22 مارس بالرئيس توماني توريه وحتى 12 افريل تاريخ أداء اليمين من قبل رئيس الجمهورية بالنيابة. وجاء هذا العفو في إطار الاتفاق الإطار الذي وقع في السادس من أفريل بين الانقلابيين والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول عودة النظام الدستوري إلى مالي. وتشهد مالي اضطرابات واسعة منذ وقوع الانقلاب العسكري وقالت دول مجموعة "ايكواس" أنها تفكر في إرسال نحو 3500 من قوات حفظ السلام إلى هناك من أجل استعادة الأمن بعدما سيطر متمردون مسلحون على شمال شرق البلاد الشهر الماضي.