شدد المشاركون اليوم الأربعاء في لقاء طبي جهوي بسوق أهراس على أهمية وحتمية الفحص الوقائي للكشف عن داء السكري خاصة بالنسبة لفئة العائلات المصابة به وراثيا. واعتبر الدكتور محمد العيفة (طبيب بسوق أهراس) لدى افتتاح الطبعة الخامسة للأيام الجهوية لداء القلب والسكري بقاعة "ميلود طاهري" الذي سيدوم يومين أن إصابة 3 ملايين شخص بداء السكري بالجزائر حسب احصائيات الجمعية الجزائرية لمرضى السكري العام 2011 "مقلق ومفزع" مشيرا أن ذلك يمثل 10 بالمائة من مجموع عدد سكان الجزائر ويفوق المعدل العالمي لكل دولة. وحضر افتتاح هذا اللقاء الجهوي الذي بادر إلى تنظيمه "المدار الطبي" لسوق أهراس سلطات الولاية و4 أساتذة في تخصصات أمراض القلب والسكري فضلا عن 400 مدعو من ولايات خنشلة وعنابة وقسنطينة وسكيكدة والطارف وقالمة وسوق أهراس يمثلون مختلف الشركاء من أطباء وممارسون في القطاعين العام والخاص. وأوضح نفس المتدخل في مداخلة بعنوان "الواقع والحلول لداء السكري وضغط الدم" أن هذه الإحصائيات تؤكد أن مثل هذا العدد هم مرضى "غير مدركين لإصابتهم "بهذا الداء "لأن السكري ليست له أعراض في السنوات الأولى من الإصابة". وبعد ما أشار أن بعض المرضى "يتهاونون" في استعمال الأدوية وفي الفحص الدوري أكد ذات المتدخل أن إتباع التداوي بالأعشاب لمرضى السكري يعتبر "مكملا" للحمية "ولا يغني أبدا عن الطب الحديث". ودعا ذات المتدخل في هذا اللقاء إلى "إعادة النظر في أنماط الاستهلاك والعجائن" في الجزائر ب"التوعية المستمرة وتوفير بدائل صحية في الاستهلاك" مما "سيؤدي حتما ليس فقط إلى تقليص عدد مرضى السكري في الجزائر بل إلى خفض معدل الاستيراد من الحبوب". وبشأن ضغط الدم أوضح ذات المتدخل أنه أول مرض مزمن في الجزائر حيث أن 32 في المائة من السكان مصابون به وهو ما اعتبره رقما "مخيفا" خاصة من حيث تكلفة العلاج التي يتحملها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي داعيا إلى ضرورة الالتزام "بتقليص استهلاك الملح والدهون" و"بالمشي اليومي" لتجنب التعرض لمضاعفات ضغط الدم بما فيها أمراض القلب أو العاهات المستدامة جراء الشلل النصفي. ومن جهته أوضح الدكتور عبد اللطيف فرداسي مختص في أمراض القلب أن الجزائر تشهد تغيرات كبيرة بخصوص هذه الأمراض تستوجب على الأسرة الطبية "التعايش معها" "وتطوير قدراتها العلمية والمهنية" لمسايرة هذه التحولات فيما أشار الدكتور غلام بوكربوعة مختص في أمراض القلب والشرايين أن ضغط الدم يصيب 35 بالمائة من مجموع تعداد الجزائريين ممن تعدوا 18 سنة وما ينجر عنه من تكاليف باهظة مما يتطلب على التركيز على القواعد الصحية والرياضية وإتباع نمط استهلاكي وتكوين أطباء في المجال. ويهدف هذا اللقاء الجهوي إلى "إيصال أحدث ما توصل إليه" الباحثون في تشخيص ومعالجة أمراض القلب والسكري وإرشاد المرضى لمراقبة دورية للأعضاء. وسيتناول المتدخلون من أساتذة وأطباء في اليوم الثاني والأخير لهذا اللقاء مواضيع حول "السكري عند الأطفال" و"السكري عند المرأة الحامل" و"الحالات التي تؤدي إلى داء السكري" و"ضغط الدم وتأثيره على القلب".