بدأت فرقة بحث تابعة للمركز الوطني للبحث في علم الآثار في الأيام القليلة الماضية في تنفيذ حفريات بالموقع الأثري المعروف باسم الحمام الروماني ل"بني قشة" بولاية ميلة حسب ما علم اليوم السبت من مديرية الثقافة. وأكد السيد لزغد شيابة رئيس مصلحة بذات المديرية أن وزيرة الثقافة أعطت أمرا بتنفيذ هذه الحفريات الرامية الى " تحديد محيط الموقع " من المقرر أن تنتهي في نهاية الصيف الجاري . و ستسمح الحفريات الجارية بتحديد معالم الموقع من أجل السماح للمستثمر الخاص الذي يعتزم إنجاز مركب سياحي حموي بالجهة بتجسيد مشروعه خارج الموقع الذي "يكتسي أهمية تراثية و حضارية هامة يتعين الحفاظ عليها" . و كانت السلطات العمومية بالولاية قد أوقفت نشاط استغلال الحمام من طرف المستثمر الخاص قبل أزيد من سنة و نصف حماية لهذا الموقع الأثري . ويقع حمام بني قشة شمال مدينة فرجيوة غير بعيد عن الطريق الوطني رقم 79 ( ميلة- فرجيوة ).ويعتقد أنه يقع في منتصف الطريق بين ميلاف القديمة و جميلة (كويكول) التاريخية اللتين كانتا حاضرتين كبيرتين في العهد الروماني . و كان هذا الحمام الذي يتربع على 2 هكتار و 67 آر قد اكتشف سنة 1923 كمعلم روماني بعد ما ظل مغمورا مدة طويلة لكن بدون أن يتم تحديد تاريخ دقيق لظهور هذه المنشأة الرومانية حسب الكثير من الباحثين . ولم يبق من هذا الحمام الذي شيده الرومان حسب ما تتضمنه وثيقة صادرة عن مديرية الثقافة سوى أجزاء متمثلة في حجارة ضخمة متناثرة بالموقع و كذا بقايا جدران جانبية للغرف و التي تمكن من إعادة تصور مخطط الحمام . والحمام عبارة عن مبنى مكشوف تتوسطه ساحة مستطيلة الشكل تحيط بها سلسلة من الغرف كما تتصل برواق ومدخل رئيسي . وقد استعملت في تشييد هذا الحمام عدة أصناف من مواد البناء منها الحجارة المتوفرة كثيرا بالجهة و البارزة خاصة في الأحواض و المغاسل. كما يلاحظ وجود القرميد وهو متناثر على الأرض بعدما كان مستعملا في تسقيف هذه المنشأة . ولمياه بني قشة الروماني خصائص علاجية هامة منها تلك التي ينصح بها في علاج أمراض الجهاز التنفسي و العظام و الأمراض الجلدية و النمو.كما يعتبر نموذجا للعمارة المدنية في استغلال المياه الجوفية خلال العهد الروماني. ويقع هذا الحمام أسفل سفح جبل بوشارف و قرب غابة مع صخور بركانية حمراء تزيد في المنظر العام روعة و جمالا . وتتميز ولاية ميلة كما هو معروف بوجود العديد من الحمامات المعدنية القديمة على غرار حمام بني قشة وحمام أولاد عاشور و حمام أولاد بوحامة و حمام بن هارون.