إذا كان فصل الصيف يقترن بتوجه الناس إلى شواطئ البحر فإن العديد من هؤلاء وخاصة المسنون يفضلون التوجه إلى الحمامات المعدنية مثل تلك الموجودة بولاية ميلة والتي يزيد عددها عن عشرة حمامات، وذلك للفوائد الصحية التي تمنحها. وفي منطقة ميلة هناك حمام يستقطب أعدادا من المواطنين حتى خلال فصل الصيف بغرض الاستجمام وللعلاج، وهو حمام بني قشة المعدني الذي يرجع وجوده الى الحقبة الرومانية. وحسب مسؤول فرع ديوان تسيير الممتلكات الثقافية المحلية بميلة السيد عمار نوارة فإن هذا الموقع الحموي الموجود على بعد كيلومتر واحد عن مقر البلدية التي كانت تحمل نفس الاسم (لوسات) سابقا، والمصنف حماما تقليديا يتوفر على أحواض وحجرات ساخنة وأخرى باردة وغرف استراحة، وللحمام 5 منابع مصدرها جبل ذو طابع بركاني وهو جبل بوشارف. ويقع هذا الحمام الذي يقصده الكثير من النساء والرجال محفزين بفوائده العلاجية رغم حالته المتردية بمنطقة تشتهر بصخور حمراء كلسية يعتقد أنها استعملت في بناء السجن الأحمر بفرجيوة كما يكون قد استمد منها اسمه، وقد ابرزت دراسة أخيرة قام بها خبراء في اطار مشروع "مادستون" من أجل استكشاف نوعية مصادر مواد البناء المستعملة في العهد القديم بمنطقة المغرب العربي، أن الأعمدة والتيجان الموجودة في مدينة جميلة الأثرية بولاية سطيف المجاورة مصدرها منطقة بني قشة التي تتميز باستعمال تقنية بناء افريقية. ويتوفر هذا الحمام -حسب دراسات أجريت- على أحواض تخزين المياه وكذا حجرات ساخنة تقع في الشمال وذات بلاط من الفخر المشوي في شكل سنابل.