توالت ردود الافعال الدولية عقب أغلاق مراكز التصويت في ليبيا أبوابها مساء امس السبت تمهيدا لإعلان النتائج الأولية لانتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا معتبرة هذه الخطوة "بداية عصر جديد من الديمقراطية في ليبيا". وجاء إعلان نورى العيار رئيس اللجنة العليا للانتخابات امس مشاركة حوالى نصف الناخبين في عمليات التصويت التي جرت رغم وجود بعض المخالفات والعراقيل ، ليؤكد نجاح أولى الخطوات نحو التحول الديمقراطى في تجربة نادرة تجرى في بلد لا يوجد فيه جيش وطني قوى ولا تسيطر فيه السلطة بفعالية على السلاح المنتشر بين الأفراد والجماعات في مختلف المناطق. و في اول رد فعل عقب هذا الاقتراع الاول من نوعه منذ أزيد من أربعة عقود في ليبيا و بلغت حسب المعطيات مليون و600 ألف ناخب، أعرب ايان مارتن رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا "عن سرور المجتمع الدولي بنجاح انتخابات المؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي) في ليبيا بنسبة مشاركة كبيرة". وأكد مارتن أن نتائج الانتخابات المؤتمر الوطني العام ستنعكس بصورة إيجابية على الحياة اليومية لشعب ليبيا وستساهم في استتباب الأمن في كافة المدن التي ما زالت تشهد اضطرابات. من جهتها ،وصفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الانتخابات التي شهدتها ليبيا بأنها "تاريخية"مشيدة ب "جو الحرية" الذي جرت فيه. وكتبت اشتون في بيان مشترك مع المفوض الأوروبي المكلف بشؤون توسيع الاتحاد الأوروبي وسياسة الجوار ستيفان فوله "الانتخابات التاريخية حقا للمؤتمر الوطني العام التي جرت من شأنها أن ترسي بداية عهد جديد من الديموقراطية في ليبيا". وأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما مسا امس بالانتخابات الليبية واصفا إياها ب"الإنجاز التاريخي الجديد " مضيفا ان "هذه الانتخابات التاريخية تشير إلى أن مستقبل ليبيا هو في أيدي الشعب الليبي". وقال الرئيس الأمريكي "نحن نتوق للعمل بشكل وثيق مع ليبيا الجديدة بما في ذلك الجمعية المنتخبة وزعماء جدد ليبيا الجدد". وأكد قائلا "سنلتزم كلنا كشركاء في الوقت الذي يعمل فيه الشعب الليبي على بناء مؤسسات مفتوحة وشفافة وبسط الأمن وسيادة القانون وإتاحة الفرص وتعزيز الوحدة والمصالحة الوطنية"، كما رحبت بريطانيا على لسان وليام هيغ وزير خارجيتها باجراء الانتخابات في ليبيا واصفا اياها ب"أنها لحظة فاصلة"و انها المرة الاولى منذ أكثر من 42 عاما التي يمارس فيها الليبيون حقهم الديمقراطي في اختيار قادتهم واتخذوا خطوة تاريخية باتجاه الحرية والمساءلة . وقال "ما زالت هناك تحديات يواجهها الليبيون بما فيها تحديات أمنية وحقوق الإنسان وخاصة معاملة المعتقلين فضلا عن الحاجة لإحراز مزيد من التقدم في معاودة إطلاق عجلة الاقتصاد وبناء المؤسسات الحكومية لكن الانتخابات تعتبر حدثا مميزا تجاه تحقيق تطلعات الشعب الليبي بأن ينعم بلدهم بالسلم والاستقرار والازدهار والديموقراطية". وبعد ثمانية اشهر على انتهاء النزاع المسلح الذي افضى الى سقوط نظام معمر القذافي الذي حكم البلاد اكثر من اربعة عقود دعي حوالى 7 2 مليون ليبي من اصل ستة ملايين الى اختيار "مؤتمر وطني عام" يتألف من 200 عضو. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 60 بالمائة بحسب النتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية الانتخابية. وبخصوص إمكانية تمديد زمن الاقتراع نظرا لتأخر بدء عملية الاقتراع في بعض المناطق من ليبيا جراء تأخر وصول مواد الاقتراع أكد رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا العبار أن المفوضية "مقيدة بالقانون الذي حدد زمن الاقتراع في يوم واحد وبالتالي لايمكنها التمديد" وعزا تأخير انطلاق الاقتراع في هذه المناطق وخاصة شرق البلاد إلى "بعض المشاكل الأمنية التي واجهت العملية الانتخابية". يشار الى أن عملية فرز الاصوات ما تزال جارية في مختلف المراكز الانتخابية التي أغلقت أبوابها على الساعة الثامنة من مساء امس.