أحيت مساء أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة فرقة "الصفاء" والمنشد يوسف سلطاني من البليدة حفل إنشادي ساهر في إطار "ليالي الموشح والتراث" التي تحتضنها قاعة الأطلس على مدار شهر رمضان. وعرف الحفل حضورا متوسطا للعائلات من محبي هذا النوع من الفن حيث استمتع الحضور على مدار أكثر من ساعة من الزمن بما جادت به قريحة هذه الفرقة الصاعدة والمنشد الشاب سلطاني. وافتتحت فرقة "الصفاء" السهرة بتقديم مجموعة من الأناشيد والمدائح الدينية التي تمكنت من خلالها من استمالة الجمهور ليليها على المنصة المنشد يوسف سلطاني الذي أحسن بصحبة الفرقة في إمتاع الحضور بوصلات جمعت بين التراث الجزائري والمغاربي والمشرقي. وافتتح المنشد السهرة بوصلة من مقام "الهزام" وهو مقام روحي يستوعب المواضيع الإسلامية بما فيها الثناء على الله والصلاة على النبي حيث ابتدأت بموال "طرقت باب الرجى والناس قد رقدوا" بما فيه من توسل لله وتضرع لتليها أهازيج "اللهم صلي وسلم" ثم نشيد "صلوات الله عليك والسلام" لتختتم الوصلة في الأخير ب "حيوا الهادي بأجمل ذكرى". وكانت الوصلة الثانية من نغمة "الحجاز" (زيدان) بوصلات من التراث المحلي "باسم الله نبدأ كلامي" "اللهم صلي على النبي" "الله يا مولانا" و"الصلاة والسلام عليك" لتليها وصلة "لعراق" مع "للعاشقين" و"يا ابن آدام لا تكون غافل". وأنهى المنشد سلطاني فقرته الإنشادية بوصلة من نغمة "البياتي" مع "كن مع الله ترى الله معك" ليختمها بأناشيد "لا إله إلاه الله". وقال المنشد سلطاني على هامش الحفل أن الإنشاد "يتضمن الكلمة الطيبة المستقاة من روح التعاليم الإسلامية الحنيفة وهو يستوعب كل المواضيع التي تكون في خدمة الإنسان والدين الإسلامي" مضيفا أن طريقة تقديمه تختلف من جهة لأخرى وحتى داخل الجزائر. واعتبر المتحدث أن الإنشاد في الجزائر "يتمتع بمادة خام كبيرة جدا لأن الجزائر تحوي زخما حضاريا كبيرا يتسع على مساحة الجزائر الواسعة جغرافيا وثقافيا" مؤكدا على هذا بالحضور الجزائري القوي في مسابقات الإنشاد العربية والإسلامية. يذكر أن "ليالي الموشح والتراث" التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام ستستمر طوال ليالي رمضان بتنشيط سهرات إنشاد تقدمها فرق تمثل مختلف مناطق الجزائر على غرار "الفردوس" من الأغواط " "الحفوظية" من بسكرة و"الكوثر" من تلمسان".