قدمت فرقتا الإنشاد ''الرشاد'' من بوفاريك و''الأنوار'' من بشار، سهرة أول أمس بقاعة الأطلس، برنامجا متنوعا وثريا أغلبه من التراث، الأمر الذي أمتع العائلات الحاضرة. اختارت ''الرشاد'' مجموعة من الموشحات والأناشيد منها ''أسماء الرسول'' و''عادت إليك التسابيح يارب'' وهي من كلمات وألحان يوسف سلطاني، كما قدمت موشحا سجيا ''اللهم صل على المصطفى'' و''من يطيق إن تجلى'' من التراث المغربي. في الطابع الصحراوي، قدمت الفرقة مديح ''يا سعد أمك يا حليمة''، كما أدت بتألق سلسلة من المدائح من التراث التونسي منها ''غرد يا حمام''. بالمناسبة، التقت ''المساء'' بالمنشدين بلال اسماعيلي وعبد الوهاب بليل، هذا الأخير الذي يعد المنشد الأول في الفرقة، علما أنه متحصل على المرتبة الأولى في مهرجان الأغنية الروحية بولاية البليدة والذي شاركت فيه 27 ولاية، كما تحصل المنشد على المرتبة الثانية في المهرجان الوطني للانشاد ببوسعادة .2011 فرقة الانشاد تابعة للجمعية الثقافية ''النور'' ببوفاريك ولها عدة مشاركات عبر الوطن وحصدت العديد من الجوائز أهمها جوائزها في مهرجان سكيكدة للانشاد، تتكون الفرقة من 10 أعضاء يتصدرهم المنشد بليل ذو الصوت الطربي الجميل والمتحكم بقدرته الفنية في كل المقامات الموسيقية، إضافة إلى ذلك فإن المنشد دارس لأصول الموسيقى وله بحوثه واجتهاداته فيها، كما أنه محتك بأكبر المنشدين في الجزائر والوطن العربي. للإشارة، فإن للفرقة الكثير من الجولات والحفلات العائلية والخاصة أغلبها بالبليدة. تعتمد الفرقة في أدائها على الدف والدربوكة وأحيانا على الإيقاع التقني المسجل، علما أنها في بعض المهرجانات تستعين ب30 آلة موسيقية دفعة واحدة كما هو حالها في استعانتها بفرقة ''الأصدقاء'' من واد سوف المشهورة وطنيا بالطرب العربي والتي ترافق العديد من فرق الانشاد في الجزائر وهو الأمر الذي يرفع من أداء المنشد حسب المنشد بليل. النصف الثاني من السهرة نشطته فرقة ''الأنوار'' من بشار والتي تضم 12 منشدا في كامل أناقتهم بلباسهم التقليدي الأسود المطرز بالأبيض يحمل بعضهم آلات موسيقية تقليدية منها الدف (السرسارة) والهجهوج وهي آلة إيقاع وآلة الرباع التي تمثل خصوصية منطقة الساورة تشبه الدربوكة مصنوعة بالطين لكنها كبيرة (عامرة) كي تعطي الإيقاع عمقا وقوة وغالبا ما تستعمل في أدرار. في حديثهما ل''المساء'' أشار المنشدان رحماني فتحي وحمداني الهاشمي أن هدفهما التعريف بتراث المنطقة بالعاصمة. قدمت الفرقة في هذه السهرة ''اللهم صل على النبي محمد'' و''أمانة يا زايرين المدينة''، ''بسم الله بها نبدا'' وكلها من تراث بشار وهي مدائح تؤدي في كل المناسبات ويؤديها في كل الحفلات نجوم فن الديوان، علما أن الفرقة استهلت حفلها بمديح طربي مشرقي بعنوان ''أهلا وسهلا''. حاولت الفرقة طوال السهرة الالتزام بالتراث الخاص بمنطقة الساورة وعلى رأسه مديح ''صلوا على النبي محمد'' الذي يعود أصله إلى ناحية القنادسية أي مسقط رأس سيدي امحمد أم بوزيان كذلك مديح ''أمانة يا زايرين'' في طابع الناوي، علما أن الفرقة تقوم أحيانا بوضع كلمات عصرية على بعض تلاحين التراث. تؤكد الفرقة أن المديح والناوي والديوان موجود وغالب في كل المناسبات والاحتفالات في المنطقة وعن الناوي، أشار حمداني الهاشمي أنه فن جزائري خالص وليس مغربيا إلا أن أشقاءنا في المغرب اهتموا به أكثر وطوروه ونشروه وقد تفطنا لذلك وبالتالي هناك نهضة لهذا الفن في بلادنا في السنوات الأخيرة. ''الأنوار'' تؤدي المديح والأناشيد الوطنية وأناشيد الأطفال وتأمل أن تحقق لها وزارة المدح الصوفي وتعزز نشاطه الثقافي من موسيقى ومحاضرات وغيرها. الفرقة الانشادية ومنذ تأسيسها سنة 1998 لم تسجل ألبومها إلى غاية الفترة الأخيرة حيث قررت تسجيل ألبوم ''تراثنا'' سيصدر في ديسمبر .2011