أسدل الستار، سهرة أول أمس، على فعاليات ليالي التراث والإنشاد، التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، طيلة الفترة الممتدة بين 16 أوت الفارط، و6 سبتمبر الجاري، وشهدت مشاركة ثلة من المنشدين والفرق الإنشادية المحلية والعربية شهدت سهرة الإختتام، إحياء حفل إنشادي من قبل فرقة ”أهليل”، القادمة من تيميمون، حيث تحول ركح قاعة الأطلس بباب الوادي بالعاصمة، إلى فضاء للرقص الفلكلوري المستمد من عمق الصحراء، جسدها على الركح ما يزيد عن 20 عضوا يمثلون فرقة أهليل، وهم ينتمون إلى مختلف الأجيال.. شيوخ، كهول، وشبان، أمتعوا الحضور بألحان أهليل التي تعزف كلها على وتر الأصالة الضاربة في عمق الواحة الحمراء. وقدمت الفرقة في الوصلة الأولى من الحفل، خلال ساعة من الزمن، باقة متنوعة من الأناشيد التي تتضمن كلمات تذكر الله ونعمه وتمدح النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فقدموا في هذه الوصلة التي تقام وأعضاء الفرقة واقفون الواحد أمام الآخر مرددين كلا من ”بسم الله بديت”، ”سبحانه عز وجل”. أما الوصلة الثانية، فقد تميزت بأداء أعضاء الفرقة لمجموعة من الأناشيد والإبتهالات الدينية، مستعينين بما يسمى في منطقة أدرار ب ”تڤرابت”، وهي جلسة حميمية تريح النفس وتملك العواطف والشعور، وهنا يستعمل تڤرابت آلة البنڤري، و آلة ”لادغا”، وهي عبارة عن صخرتين لإحداث الإيقاع، مع تصفيقات أعضاء الفرقة، حيث قدموا خلال هذه الوصلة التي امتدت إلى ما يقارب الساعة والنصف ”على النبي صليت”، ”مولانا”، ”الصلاة على محمد”، وهي الوصلة التي ختم بها أعضاء أهليل، سهرات ليالي التراث والإنشاد. يذكر أن فن أهليل، صنف سنة 2005 كتراث عالمي شفوي من طرف منظمة اليونسكو، حيث أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم فن أهليل الذي طوي في النسيان لمدة طويلة، إلى قائمة روائع الفن الشفهي غير الملموس، وبهذا أصبحت موسيقى ”أهليل”، اليوم، واحدة من 43 نوعا من الأنواع الفنية الشفوية غير الملموسة الجديدة التي أعلن عنها مدير منظمة الأممالمتحدة للثقافة والتربية والعلوم يونيسكو، كويشرو ماتسورا. ويتصل فن أهليل، اتصالا وثيقا بنمط الحياة لدى قاطني منطقة ڤورارة، التي تبعد بحوالي 1000 كلم جنوب غرب الجزائر، الذين يشتغلون أساسا بالزراعة في الواحات. وتضم الفرقة الموسيقية عازفي آلات الڤنبري الوترية، وهي آلة عود ذات رقبة طويلة وعليه وتران من الأمعاء الحيوانية، والفرقة قد تتكون أحيانا من 100 شخص يقفون مصطفي الأكتاف ويتحركون في شكل دائري، ويصفقون ويتبعون رئيس الفرقة، الذي يقف في وسط الدائرة.