تعرف منطقة بوشاوي (الجزائر) بتربية الخيول منذ زمن بعيد سيما وأنها تزخر بغابة شاسعة يقصدها الجميع, الأمر الذي دفع بالبعض من سكانها الى التفكير في تأسيس نادي رياضي يمثل أصالة وعراقة المدينة في ترويض الأحصنة وهو ما تحقق على يد مجموعة من هواة هذه الرياضة, ليطلق عليه إسم ''نادي فرسان بوشاوي''. هي من أعرق وأشهر مناطق ولاية الجزائر والتراب الوطني في تربية الخيول. لطالما قصدها الجزائريون عموما والعاصميون على وجه الخصوص للاستمتاع بمشاهدة روعة أحصنتها, باعتبارها قبلة لها, لتطرح فكرة هيكلة هذا ''الفن'' بتأسيس نادي للفروسية يمثل المدينة, من طرف مجموعة شباب طموحين سبق وان لاحظوا أن هذه الهواية ستصبح ''مهملة'' بعد ان اقتحمها شباب مراهقون يشترون أحصنة مهجنة و مروضة خصيصا للكراء طوال اليوم بغية الربح السريع دون مبالاة لمعايير ممارسة هذه الرياضة أو الاهتمام بإجراءت الأمن والسلامة و الحفاظ على الإطار الطبيعي (البيئة) لبوشاوي. وجاءت فكرة تأسيس هذا النادي من قبل الرئيس الحالي, إبراهيم مشري, الذي اجتمع رفقة تقنيين وعشاق هذه الرياضة واقترح عليهم الفكرة ,التي لقيت تجاوبا كبيرا. ويقول مشري في هذا الشأن ''كنت وراء فكرة تأسيس هذا النادي. صحيح أن البداية كانت صعبة خصوصا في كيفية إيجاد وسائل ممارسة الهواية المفضلة لسكان بوشاوي لكن مع مرور الوقت تحسنت الأمور تدريجيا''. ''تربية الخيول وحماية الغابة وجعل أكبر عدد من الأشخاص يستمتعون بهذه الرياضة, شكل عنوان تأسيس الجمعية الرياضية'' , يقول رئيس النادي, ابراهيم مشري ل"واج". التكوين يعد من أبرز الأهداف التي سطرها الأعضاء المؤسسون الذين أوكلت اليهم مهمات محددة. ''فكرة تأسيس نادي للفروسية روادتنا منذ زمن . لكن المشروع أخذ وقتا ليرى النور. تطرقنا الى الأمر في الإطار القانوني الذي يسمح لنا بممارسة هذه الرياضة على مستوى الغابة التي تقع بمنطقتنا وهي كنزنا الوحيد'', كما قال. ''بعد عدة مشاورات مع مديرية الغابات لولاية الجزائر, قامت الاخيرة باعتماد المشروع ومنحتنا قطعات من اراضي الغابة المعروفة ب''القرية السوداء'' والتي تصلح لممارسة اللعبة برسم حدود مسلك الحواجز'' يضيف مشري. وهكذا تأسس نادي فرسان بوشاوي سنة 2009, بإنشاء مدرسة لتكوين الفرسان, تضم 48 رياضيا والعدد في تزايد مستمر بسبب الاقبال المتزايد لعشاق هذه الرياضة. وتمكن هذا الفريق الفتي من الحصول على المركز الثالث في البطولة الوطنية لمنافسات القدرة و التحمل سنة 2010 بتيارت. أما في منافسات الحواجز, احتل الفريق المرتبة الثالثة في أول مشاركة, له شهر أفريل الفارط, بالبليدة من خلال الفارسة الشابة لبنى ديروش. ويرتكز عمل الفريق على ''التكوين القاعدي انطلاقا من الفئات الصغرى'' حسب الرئيس. ويقول القائم الأول على هذا النادي أيضا ''لطالما تمنى سكان بوشاوي تمثيلهم في المنافسة الوطنية لتربية الخيول لكن نقص الوسائل حال دون ذلك. الآن لدينا فريق ومهمتنا تكمن في تشريف منطقة بوشاوي واثبات أنها من أعمدة الفروسية في الجزائر''. ويقول أيضا ''هناك فارسان تم اختيارهما للمنتخب الوطني الجزائري للأواسط في منافسات القدرة والتحمل وهذه ثمرة العمل على الرغم من حداثة نشأة هذا الفريق''. وتابع نفس المصدر ''نشجع العائلات, خصوصا الاطفال, لتقريبهم لهذه اللعبة وهناك منهم من التحق بالنادي والابواب لا تزال مفتوحة للجميع''. وتابع نفس المصدر ''نشجع العائلات, خصوصا الاطفال, لتقريبهم من هذه اللعبة ومنهم من التحق بالنادي والابواب مفتوحة للجميع''. مدرب ذو خبرة طويلة يسهر على تحسين مستوى الفرسان ويعكف المدرب صالح بوسنة, الذي يعمل كمدير تقني للنادي, على تقديم كل ما يملك من خبرة في سبيل تحسين مستوى الفريق الذي عرف "تطورا ملحوظا" خلال الفترة الاخيرة. وأفاد نفس المتحدث: ''فكرنا في استقدام مدرب كفء والعمل بطريقة منظمة و استقطاب أكبر عدد من شبان المنطقة مع تدليل الصعوبات من خلال خفظ قيمة الاشتراك علما أن الإقبال لا يزال متواتصا'', مضيفا '' لدينا مدرب يمتلك أكثر من 20 سنة خبرة في ميادين الفروسية وأشرف على عدة أندية أبرزها الحمامات والمحمدية بالعاصمة''. وافاد ذات المتحدث في هذا الصدد, أن الفريق ''حديث النشأة وتمكن من البروز والتألق بوسائل متواضعة لكن الإرادة التي تحذو الفرسان في بلوغ مبتغاهم كانت كبيرة''. ''رياضيو هذا النادي يحلمون بتمثيل الالوان الوطنية في المواعيد الكبرى وهذا هو الطموح الذي يحذوهم'' يضيف المدرب. كما أكد بوسنة على أن ''عدد الفرسان بحصانه يقارب الآن ال300 من كل الفئات ويتراوح سنهم ما بين 16 و25 عاما من ضمنهم عدد لا يستهان به من الفتيات''. ويرتكز عمل النادي, حسب بوسنة, على العمل القاعدي, حيث '' تم انشاء مدرسة لتعليم الفرسان, من الناحية التقنية, كيفية ترويض وتربية الأحصنة تفاديا لأي مكروه''. ''هذا النادي في طور التكوين ويقوم بالرياضة والتسلية معا. لكن التركيز يكون بالتدرب على الحواجز, القدرة والتحمل, الترويض والتجوال وسننشئ فرعا آخرا للحركات الأكروباتية والإستعراضات'' يضيف مدرب فرسان بوشاوي. الاستفادة من مساحة أرضية للتدريب وينتظر أن يستفيد نادي فرسان بوشاوي من قطعة أرضية تتربع على ألفي متر مربع على مستوى غابة المنطقة ''حيث وجدنا كل التسهيلات من قبل مديرية الغابات لوضع حظيرة خاصة بالأحصنة'' يقول مشري. وواصل ''الآن لا نزال ننتظر التصريح من قبل مديرية أملاك الدولة والامور تسير في الطريق الصحيح ومن المرتقب أن تمضي هذه الهيئة على ذلك شهر جويلية الحالي''. ديروش لبنى... مستقبل واعد للفروسية الجزائرية تعد الفارسة ديروش لبنى (15سنة), (فئة الأشبال), من بين أبرز الرياضيين المنتمين لهذا النادي المغمور, حيث تمكنت من خطف الأضواء عبر مشاركاتها في أهم المنافسات الوطنية. ''بدأت أمارس هذه الرياضة منذ حوالي أربع سنوات. والدي كان فارسا أيضا وأهوى هذه اللعبة منذ نعومة أظافري'' تقول ديروش لبنى. وتضيف ''كنت أنتمي لنادي فروسية الخروبة وشاركت في بطولة السنة الماضية مع هذا النادي, حيث لاحظ المدرب صالح بوسنة المردود الذي قدمته في احدى المنافسات القليلة التي شاركت فيها بتمكني من تجاوز جميع الحواجز دون خطأ. ليقترح علي فكرة الالتحاق بنادي بوشاوي فقبلت دون تردد''. واضافت, ''بعد التحاقي بفريقي الجديد, منذ سنة, شاركت في البطولة الوطنية بالبليدة في منافسات القدرة والتحمل وتحصلت على المرتبة الثالثة رغم نقص المنافسة''. وما يثبت تعلق هذه الفارسة بركوب الخيل هو امتطائها الحصان وعمرها لا يتجاوز خمس سنوات فقط, وتقول في هذا الشأن ''أحب الحصان كثيرا. علينا أن نهوى الرياضة قبل ممارستها''. وكل آماني لبنى ديروش أن تصبح حاملة مشعل الجزائر في الفروسية, وتشدد في هذا الموضوع, ''سأعمل جاهدة لتقديم أحسن العروض في المناسبات المقبلة لأن الهدف ليس المال أو التتويجات بل حبا في ركوب الخيل''. واختتمت قائلة ''أكيد أني أحلم, مستقبلا, في الذهاب بعيدا في المنافسات الدولية خاصة تحت ألوان الفريق الوطني الجزائري, بيد انني أركز حاليا على تحسين مستواي على ظهر الحصان''.