تواصل فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني لمسرح الطفل يوم الأربعاء بخنشلة في استقطابها واستهوائها عقول وقلوب براعم المدينة مسجلة بذلك اهتماما "ملحوظا" بالعروض المسرحية التي تتنافس على إحراز الجوائز الأولى المخصصة ختاما لهذه التظاهرة. وكانت منافسات هذا المهرجان المقام بخنشلة منذ يوم الاثنين الماضي و المنظم تحت شعار "مسرح الطفل.. لقاء الأجيال" بمشاركة 20 فرقة مسرحية قد انطلقت يوم الثلاثاء بعرضين: الأول بعنوان "الكرسي و الحاكم" لفرقة المسرح الجهوي لوهران و الثاني "الأرض" لفرقة أصداء الركح لولاية تيسمسيلت. و تطرقت مسرحية "الكرسي والحاكم" التي ألفها محمد الشورباجي - حسب مخرجها خالد غربي - ظاهرة الغرور و الإعجاب بالنفس حيث تقمص دورها طفل في ثوب الأسد المعجب بجبروته و عنفوانه و زئيره الذي يملأ وسط الغابة. وتواصل هذا العرض بتلقي الأسد المغرور صوت صدى يخبره أن حيوانات الغابة كلها معجبة بذلك الإنسان المتميز بالذكاء و الكرم و طيبة القلب فينتابه الغضب وسط همسات الحيوانات عن غيرته الشديدة منه من أجل القضاء عليه لكن دون جدوى حيث تلتف كل الحيوانات حول الإنسان ويبقى الأسد في عزلته بسبب جبروته وغروره بنفسه. أما مسرحية "الأرض" لفرقة تيسمسيلت فتدور أحداثها - حسب مؤلفها و مخرجها مطهري وحيد - حول صراع البيئة مع الإنسان في علاقة جدلية بين الجانبين لتخلص إلى أن سلامة الإنسان في بيئته. وكان الأطفال الذين غصت بهم قاعة دار الثقافة يوم الأربعاء على موعد مع عرضين مسرحيين الأول لجمعية البسمة الثقافية لولاية سكيكدة بعنوان "العالم الأزرق" والثاني "مفتاح القرية العجيبة" لفرقة براعم الأطفال لمسرح ولاية المدية. و تبدأ مسرحية العالم الأزرق التي أخرجها - فؤاد بن أحمد - من شاطئ البحر و تنتهي بكشف أعماقه و كنوزه و أسراره لكن أنانية الإنسان تقوده إلى ارتكاب جريمة في حق الكائنات البحرية لكن في المقابل تشاء الصدف أن يتعرض ابنه إلى تسمم في البحر فيلجأ إلى عروس البحر لتساعده لإنقاذ ولده و يعيش المغامرة بالندم في الأخير. أما مسرحية "مفتاح القرية العجيبة" التي هي عبارة عن سينوغرافيا كتبها و أخرجها محمد سليم قبايلي فتدور حول مأساة حطاب فقير يأتيه حارس القرية و بعد معاتبته عن المساس بالغابة يشفق عليه و يساعده في الحصول على تفاحة ذهبية في حوار شيق جذب إليه الأطفال الذين صفقوا له كثيرا. ويتابع كل العروض المبرمجة لجنة تحكيم مختصة تترأسها الأستاذة و الباحثة في الفنون الدرامية جميلة مصطفى زقاي بحضور الأستاذ محمد لعتيري من تونس الشقيقة و مختصين في التمثيل و الإخراج المسرحي و الفن الدرامي والسينوغرافيا. وستتواصل بقية العروض بمعدل 2 إلى 4 مسرحيات يوميا حسب محافظة هذا المهرجان الذي تزامنت طبعته المنظمة هذه السنة بالاحتفال بخمسينية عيدي الاستقلال والشباب وكذا مع العطلة المدرسية الصيفية بإقبال واسع للأطفال يحدوهم الشوق من أجل متابعة العروض المسرحية. ويحضر هذه التظاهرة الثقافية وجوه شرفية في السينما و المسرح على غرار الممثل عثمان عريوات وعلي عيساوي إلى جانب أساتذة مدعوين لتنشيط المداخلات المبرمجة منهم الأستاذة كيلاني من سوريا المعروفة بإسهاماتها في كتابة المسرح الموجه للطفل. كما يشارك في هذه المناسبة الممثلة و المخرجة إيمان عون من دولة فلسطين و نوال إبراهيم من المعهد العالي للفن المسرحي بالمغرب إلى غيرهم من الوجوه الأخرى المشاركة في هذا المهرجان الذي سيختتم يوم السادس سبتمبر.