حملت مسرحية "غابة الأمان" الموجهة للأطفال في عرضها الشرفي بالمسرح الجهوي محمود تريكي بقالمة رسالة تربوية هادفة تدعو إلى الحفاظ على الطبيعة شعارها " لكل طفل زهرة ..لكل طفل شجرة". وعرف العرض مشاركة قياسية لأطفال من بلديات الولاية الذين غصت بهم قاعة المسرح مما عكس العلاقة الحميمية الكبيرة التي تولدت بين البراعم و الفن الرابع في قالمة منذ إعادة تنشيط المسرح الجهوي في أفريل من السنة الجارية وتخصيصه نهاية كل أسبوع عروضا موجهة للأطفال. ومن الناحية الفنية تميزت مسرحية "غابة الأمان" لمؤلفها عثمان مسياد الضابط بالحماية المدنية ومخرجها عيسى جقاطي أستاذ الفنون الدرامية وصاحب الميدالية الذهبية في التمثيل بمهرجان بكين (الصين) سنة 2003 بتناسق كبير في الأدوار التي قدمها تسعة ممثلين من قالمة و تحكم ملفت للنظر في الجوانب المتعلقة بالعروض الجسدية " الكوريغرافيا" التي أشرف عليها محمد حاج مسعود إلى جانب بعض الجماليات الأخرى التي صنعتها سينوغرافيا بوشهير مراد وكذا زامي محمد في الموسيقى. وتحكي هذه المسرحية التي تعتبر ثاني إنتاج موجه للأطفال لمسرح قالمة منذ افتتاحه بعد مسرحية "1 2 3 بيضات " قصة مخلوقات شريرة طردت من كوكبها الأصلي " كوكب صعقوص" جراء مكرها وشرها لتجد نفسها صدفة على كوكب الأرض في غابة جميلة ينسج خيوط سعادتها الإتحاد بين الإنسان والحيوان والنبات ألا وهي " غابة الأمان". وعلى تلك الغابة تصور المسرحية في تسلسل جميل عدة أحداث مشوقة مليئة بالرسائل التربوية الهادفة معركة الصراع الأبدي بين الخير والشر حينما يقف الأصدقاء الثلاثة بحبوح ومصعب ومانو بهمة وشجاعة كبيرة في وجه تلك المخلوقات الشريرة لمنعها من تدمير غابتهم و الحيلولة دون قتل البسمة والسعادة التي كانت تسودها. واعتبر المخرج عيسى جقاطي في تقديمه للمسرحية بأن الاهتمام بالطبيعة يعتبر من أهم الموضوعات المطروحة على الإنسان المتحضر في الوقت الحالي وذلك عن طريق نشر الخضرة وتنقية البيئة من التلوث وهو ما يجب حسبه- أن يتعلمه الأطفال رجال الغد.