نددت اوساط دولية اليوم الاربعاء بالهجوم على القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي(شرق ليبيا) الذي جاء في اعقاب عرض فيلم امريكي يسيء للإسلام الذي اعتبر "اهانة واستفزاز لمشاعر المسلمين وتحريض على العنف". وأدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوة الهجوم الذى أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين مؤكدا ان بلاده ترفض محاولات "تشويه معتقدات الآخرين الدينية كما ترفض العنف الاحمق الذي حصد ارواح اولئك الموظفين الحكوميين". من جهتها استنكرت السلطات الليبية بشدة الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي على خلفية عرض فيلم يسيئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم واصفة إياه ب"العمل الإجرامي والجبان". واكد "المؤتمر الوطني العام الليبي" (البرلمان)الشروع الفوري في اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمباشرة السلطات المسؤولة التحقيق في هذا الحادث. وقد وجه وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي برقية تعازي و مواساة لنظيرته الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون عقب الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية ببن غازي في ليبيا و الذي خلف أربعة قتلى من بينهم سفير الولاياتالمتحدة، حسبما صرح به الناطق الرسمي للوزارة السيد عمار بلاني. كما اعربت الجزائر عن أسفها الشديد ل"لا مسؤولية" أصحاب فيلم "براءة المسلمين" الذي يسيء للإسلام و نبيه صلى الله عليه و سلم. و أوضح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية السيدل عمار بلاني في تصريح أنه "انطلاقا من تمسكها العميق بالوئام بين مختلف العقائد و احترام جميع الديانات تعرب الجزائر عن أسفها الشديد للا مسؤولية أصحاب فيلم "براءة المسلمين" الذي يسيء للإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم". كما نددت الخارجية الروسية ب"الهجمات على البعثتين الدبلوماسيتين الأمركيتين في مصر وليبيا" مؤكدة رفض موسكو للهجمات على الممثليات الدبلوماسية والعاملين فيها باعتبارها "مظاهر إرهابية لا يمكن تبريرها". واعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن "استعداد بريطانيا لتقديم أي شكل من أشكال المساعدات من أجل دعم الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار والأمن في ليبيا". ودعت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس السلطات الليبية الى "التحرك و"اعتقال قتلة" السفيرالامريكي في ليبيا. وادانت الاممالمتحدة بشدة مقتل السفير الامريكي في ليبيا وثلاثة دبلوماسيين امريكيين مؤكدة ان عملية القتل "تزيد التاكيد على التحديات الامنية التي تواجه السلطات في ليبيا". كما اكد الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوج راسموسن ان الهجوم على القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي الليبية لا"يمكن تبريره ابدا". من جهتها أدانت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون بأشد العبارات الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي ووصفته بأنه "عمل دنيء". ودعت منظمة التعاون الإسلامي في بيان لها اليوم الاربعاء جميع الدول الإسلامية "للتصدي بحزم لمثل هذه التصرفات المثيرة للفتن واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف إنتاج وعرض هذا الفيلم ومحاسبة القائمين عليه". من جهته ادان الفاتيكان "الاهانات والاستفزازات لمشاعر المسلمين وكذلك اعمال العنف الناتجة عنها بعد مقتل السفير الامريكي وثلاثة امريكيين اخرين في مدينة بنغازي شرق ليبيا". وقال فدريكو لومباردى المتحدث باسم الفاتيكانان ان هذه الاستفزازات والاهانات "تترتب عليها نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لاعمال عنف لا يمكن القبول بها اطلاقا". بدورها دعت القاهرة البيت الأبيض والإدارة الأمريكية الى اتخاذ موقف حازم من منتجي الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في إطارالمواثيق الدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين. كما انتقد الأزهر الإساءات المتكررة من الغرب للإسلام ولنبيه وأصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر بيانا اكدت فيه أن مصدر الإساءات للاسلام "هو مؤسسات الهيمنة الاستعمارية التي يجاهدها الإسلام لكسر شوكة هيمنتها واستعمارها واستغلالها في كثير من بلاد العالم الإسلامي ومنها المؤسسات السياسية الصهيونية" وأجهزة الإعلام الداعمة لها. واستنكرت كل من تونس والبحرين وقطر بشدة الفيلم الذي أنتج في الولاياتالمتحدة واعتبرته مسيئا للنبي محمد ودعت لمحاسبة القائمين عليه. وكانت القنصلية الأمريكية في بنغازي تعرضت لهجوم بقذائف ال"ار بي جي" أمس الثلاثاء نفذه متظاهرون محتجون على الإساءة إلى الرسول محمد عليه السلام من خلال فيلم أنتج في الولاياتالمتحدة جسد شخصيته وقد أدى الهجوم إلى مقتل 4 أمريكيين من بينهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.