تمكنت مصلحة الأنف و الأذن و الحنجرة للمركز الإستشفائي الجامعي "تيجاني دامرجي" لمدينة تلمسان من إجراء بنجاح 160 عملية زرع القوقعة السمعية منذ فتح مركزها المتخصص سنة 2007 حسبما أكده مسؤولها الدكتور فؤاد حاج علال اليوم الأحد خلال أشغال الطبعة الخامسة للملتقى الوطني حول الطب و الجراحة. و قد أجريت هذه العمليات الدقيقة والمعقدة لفائدة أطفال كانوا يشتكون منذ ولادتهم من الصم العميق و عددهم بالولاية 500 فرد حسبما أبرزه نفس المتدخل في محاضرة ألقاها في هذا اللقاء التكويني الذي نظمته بقاعة المحاضرات لجامعة "أبو بكر بلقايد" بتلمسان "الجمعية الجزائرية للحساسية و المناعة الكلينيكية" بالتنسيق مع كلية الطب لتلمسان. و يعود الفضل في هذا الإنجاز الطبي الهام إلى فريق متعدد التخصصات التابع لمركز تلمسان الذي يسهر على إجراء كشوفات دقيقة للأطفال المعنيين قبل برمجتهم للإستفادة من مزايا هذه التقنية الطبية الحدثية المعتمدة على الدقة و المتابعة الطويلة للمريض كما أوضح نفس المسؤول الذي أكد أن المراكز الوطنية التسعة المماثلة و المنتشرة على مستوى بعض الولايات مثل الجزائر و قسنطينة و البليدة و عنابة وسطيف قد أجرت في المجموع ما يقارب 1400 عملية على المستوى الوطني و هي تساهم في تنفيذ البرنامج الوطني الخاص بمحاربة الصمم و وضع حد لعملية تحويل المرضى نحو الخارج مقابل نفقات باهضة. كما تعمل نفس المراكز التي أنشئت بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمحاربة الصمم إلى تطوير مراكز علاج السمع بالمستشفات و فتح مراكز جديدة للتقصي الوظيفي للسمع و التكفل بالاشخاص المصابين بالصمم التام أو الجزئي عن طريق الجراحة أو تجهيزهم بالطاقم السمعي المناسب مع تطوير سياسة الوقاية و الكشف المبكر للعاهة عند الطفل الحديث الولادة حسب نفس المصدر. و من جهة أخرى تدخل خلال هذا اللقاء الذي جمع أطباء مختصين و عامين من مختلف ولايات الوطن عدد من الأطباء من طاقم الدكتور علال الذين أكدوا على أهمية الكشف المبكر للصمم العميق عند الطفل من أجل التكفل به في الوقت المناسب عن طريق زرع القوقعة و مرافقته من طرف أخصائيين في الأرتوفونيا و علم النطق و الأخصائيين النفسانيين لمساعدة الشخص المستفيد من هذه التقنية الحديثة إلى "التنقل المريح من عالم الصمت و الإشارات إلى عالم الضجيج و الكلام".