دعا الباحثون والخبراء المشاركون في أشغال الندوة الدولية الثانية حول تهيئة الإقليم وتسيير المخاطر والأمن المدني التي اختتمت يوم الأربعاء بباتنة الى "وجوب تبني السلطات العمومية والفاعلين في الميدان لنتائج الأبحاث" و"وضع الإمكانات اللازمة لتجسيدها بغية مواجهة الأخطار الطبيعية." واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء العلمي الذي دام يومين أنه من الضروري "تنسيق الجهود" بين الباحثين وتقنيي تهيئة الإقليم وكذا المنتخبين من أجل تسيير مختلف الأخطار المختلفة وجعل الحلول المقترحة في هذا المجال "ذات جدوى" . وفي هذا الصدد، أشار البروفيسور دومينيك فلوري ( فرنسا) أن "نجاح" أي سياسة في هذا المجال يقتضي "تقييم العمل" و تحلي الفاعلين في الميدان وخاصة التقنيين والمنتخبين "بروح المبادرة." وأبرزت التدخلات التي ركزت في اليوم الثاني والأخير على حوادث المرور وأمن الطرقات أهمية "الجيوماتيك" التي تضم العديد من العلوم منها الإعلام الآلي والجغرافيا ونظم المعلوماتية وعلوم الأرض وتقنية الاستشارة عن بعد غيرها مما يسمح للباحثين المعتمدين عليها ب"فهم ديناميكية الأقاليم" ومنها الحد من هشاشتها والتقليل من مخاطرها سواء أكانت طبيعية أو صناعية وحتى تكنولوجية. وثمن الخبراء المشاركون الذين قدم بعضهم من فرنسا وتونس والمغرب الدور الذي ستلعبه الشبكة الأورو متوسطية للجيوماتيكس من أجل تحليل الأخطار والفضاءات الهشة والتي تسعى -كما ذكر أحد مؤسسيها وهو البروفيسور تيريي سان جيران من جامعة "كون" بفرنسا -إلى "وضع أرضية مشتركة لتسيير الأخطار في المنطقة الأورومتوسطية". ومن جهته، ذكر رئيس هذه الشبكة في الجزائر البروفيسور مهدي قالة ل/وأج أن هذا الملتقى كان فرصة "ثمينة" للباحثين في مجال تسيير الأخطار بالمنطقة الأورومتوسطية للوقوف على مجهودات سنتين من البحث والعمل في إطار هذه الشبكة التي استحدثت من أجل أن "توحيد جهود الباحثين خدمة للبحث والتنمية في هذه المنطقة من العالم". ولاقت هذه التظاهرة العلمية التي نظمها مخبر تسيير الأخطار الطبيعية بجامعة باتنة إقبالا ملحوظا من طرف طلبة قسم علوم الأرض وكذا الباحثين من مختلف جامعات الوطن.