واصل المشاركون في أشغال الملتقى المغاربي الخامس للجيوفيزياء بالعاصمة أمس، مناقشة وتحليل المواضيع المدرجة في جدول أعمال المحاضرات والمداخلات الموزعة على ثماني ورشات شملت مختلف مجالات تطبيق الجيوفيزياء، داعين إلى ضرورة اعتماد التقنيات العلمية الرامية للحفاظ على البيئة. وباشر المختصون الوطنيون والمغاربيون والأجانب في مجال الجيوفيزياء في اليوم الثاني للملتقى الجاري بالمكتبة الوطنية بالحامة بالجزائر العاصمة تحت شعار ''الجيوفيزياء في خدمة البيئة'' تقديم مداخلاتهم المبرمجة من طرف اللجنة العلمية الراعية للحدث والتي تمحورت حول استعمال التقنيات الجيوفيزيائية في مجال البئية وعلم الآثار وعلم التربة والبحث العلمي والمنجمي والبترولي، بالإضافة إلى الميادين الخاصة بالمياه والجيولوجيا الهيكلية والتقلبات والأخطار الطبيعية والصناعية. وتطرق الأستاذ في الجيوفيزياء التطبيقية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا السيد بوعلام بايو في مداخلته حول ''الجيوفيزياء التطبيقية ودورها في البحث المنجمي والبترولي'' إلى أهمية مراعاة التطبيقات والتقنيات المعتمدة في هذا التخصص العلمي في الدراسات الخاصة بالتنقيب عن المحروقات والأشغال المتعلقة بالبحث المنجمي. وقال في هذا الإطار:''إن التحكم في تقنيات الجيوفيزياء التطبيقية يعد عاملا مساعدا في أشغال التنقيب عن الثروات الباطنية على غرار البترول والغاز وكذا أشغال المناجم، حيث يتطلب ذلك المعرفة الجيدة بواقع وطبيعة الطبقات الأرضية ومدى تعرضها للهزات الأرضية والزلازل''. وأوضح الباحث بايو اعتماد هذه التقنيات الحديثة المعمول بها في غالبية الدول الأوربية يساعد في تحديد المناطق المناسبة والملائمة لمباشرة أشغال التنقيب والأعمال المنجمية الأخرى. ومن جهته، تناول الخبير الجيوفيزيائي الأستاذ كريم علاك الطرق المعتمدة في استخدام المعطيات الجيوفيزيائية في تحليل طبيعة المواد المعدنية الباطنية وكيفية ترقية هذه الاستخدامات في ميدان البحوث والدراسات الأرضية. وعلى المستوى المغاربي، استعرض الباحث التونسي نومن دخايلي التقنيات الجيوفيزيائية الحديثة المستخدمة في تحليل المواد الطبيعية والمعدنية الباطنية في حوض اغدامس بجنوب تونس، مشيرا إلى أن هذه التقنيات تراعي إلى حد بعيد حماية الجانب البيئي والتقليل من التلوث الصناعي الناجم عن مثل هذه الأشغال. كما تناول الأستاذ المغربي محمد حجازي في مداخلته واقع تأثير النشاط الزلزالي في تحديد ميادين توظيف تقنيات الجيوفيزياء التطبيقية في أحواض الهضاب العليا بالمغرب، مؤكدا أن البلد قطع أشواطا كبيرة في تتبع ودراسة التحركات الأرضية لتوفير مناخ عمل ملائم للتنقيب عن الثروات الطبيعية المختلفة. ومن جهة أخرى، قدّم الأساتذة والباحثون الأجانب من كل من فرنسا وألمانيا وروسيا عدة مداخلات تقنية عرضوا خلالها تجارب بلدانهم في الاهتمام بهذا الفرع المعرفي الهام. وأكدوا خلالها ضرورة تطوير بلدان المغرب العربي لمعارفها في مجال الجيوفيزياء لصالح مجتمعاتها، كما أبرزوا الدور الهام الذي يلعبه هذا التخصص في دراسة طبيعة الأراضي وتطورها الفضائي عبر الزمن. كما عبر هؤلاء المختصون عن أملهم أن يخرج المشاركون في أشغال هذا الملتقى الذي ينظمه مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء وكلية علوم الأرض والجغرافيا وتهيئة الإقليم بجامعة هواري بومدين بمقترحات إيجابية يكون لها الأثر الإيجابي في تطوير البحث العلمي القائم على مبادئ ومناهج العلوم الفيزيائية لدراسة هيكل ومكونات وحركية كوكب الأرض.