إنهارت الهدنة التي أعلن طرفا النزاع الالتزام بها في سوريا بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ اثر اندلاع اشتباكات في عدد من المناطق السورية مخلفة عددا من القتلى الامر الذي لازال ينبئ بتعقد الازمة المتواصلة منذ اكثر من سنة. ولم ينعم المواطن السوري في اولى ايام العيد بالسلام التام بعد ان نشبت معارك عنيفة بين القوات النظامية السورية والمسلحين الذين وافقوا كل من جهته في وقت سابق على إعلان الهدنة ابتداء من اول ايام العيد ولمدة اربعة ايام لتخلف الحصيلة الاولية للاشتباكات اكثر من عشرة قتلى حسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي هذا الاطار قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لقد "انهارت الهدنة" في مناطق عدة مسجلا في الوقت نفسه" تراجعا فى نسبة العنف" وعدد الضحايا بالمقارنة مع السابق. وأضاف ان هناك اشتباكات في حي العسالي في جنوبدمشق والسيدة زينب فى ضاحية دمشق وحوادث في ريف دمشق واشتباكات وقصف في بلدة تلكلخ في محافظة حمص وسط قرب الحدود اللبنانية وقصف على مدينة حمص واشتباكات فى مدينة حلب شمال بالاضافة الى استمرار المعارك في محيط معسكر وادي الضيف. غير أنه أشار إلى أن مستوى العنف اليوم الجمعة اجمالا هو "أقل مما كان عليه خلال الاسابيع والاشهر الماضية" و كذلك "عدد الضحايا الذي نأمل بأن لا يرتفع. كما ان النظام لم يستخدم بعد الطيران الحربي في القصف". من جهتها أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 30 شخصا بينهم أربع نساء قتلوا بنيران قوات النظام في أول أيام عيد الأضحى المبارك اليوم معلنة توثيق 100 نقطة اختراق للهدنة التي توصل إليها المبعوث الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي مع النظام السوري والمعارضة. واتهمت لجان التنسيق في بيان النظام بخرق الهدنة بقصف مناطق سورية عدة ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى في ادلب وحمص ودمشق وريفها ودرعا ودير الزور وحلب. وقالت اللجان ان عدد الاختراقات التي استطاعت توثيقها ارتفع إلى 100 نقطة كان أكثرها في دمشق وريفها وادلب تلتهما درعا وحمص وحلب. وأشارت إلى أن مظاهرات حاشدة مناهضة للنظام خرجت في ادلب وحلب وحماة وريف دمشق ودير الزور وقوبل بعضها بقصف مدفعي عنيف. وقتل في سوريا أمس 106 أشخاص بيد قوات النظام الذي يواجه حركة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف مارس عام 2011 تطالب برحيل الرئيس الأسد ونظامه وأسفرت محاولات قمعها "بالقوة" عن سقوط أكثر من 30 ألف قتيل وتشريد واعتقال مئات الآلاف حسب المرصد السوري. وبالرغم من هشاشة الهدنة التي اقترحها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية السيد الاخضر الابراهيمي الا ان الآمال الدولية لازالت معلقة عليها معتبرة اياها فسحة جديدة لأمل الخروج من نفق العنف. وبعدما رحبت روسيا اليوم بموافقة الحكومة السورية على وقف إطلاق النار مؤقتا بمناسبة عيد الاضحى المبارك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكافيتش إن "تأكيد دمشق استعدادها للعمل نحو وقف سفك الدماء وتعبيد الطريق نحو حل سياسي للأزمة الداخلية السورية من خلال حوار شامل هو أمر ذو أهمية كبيرة". ومن جهتها أعلنت اسبانيا اليوم تاييدها الكامل لمبادرة الابراهيمي مؤكدة دعمها الكامل لجهوده الرامية الى انجاح المساعي الدولية لحل الازمة السورية. واعتبرت الخارجية الاسبانية في بيان ان الهدنة الحالية قد تشكل "الخطوة الاولى" نحو نهاية اعمال العنف في البلد العربي وفقا للقرارات 2042 و 2043 لمجلس الامن التابع للامم المتحدة والذي يعد بمثابة قاعدة للتقدم نحو عملية شاملة للانتقال السياسي بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوري. كما أكدت بدورها الخارجية الايرانية حسب ما جاء على لسان الوزير علي أكبر صالحي أن إعلان وقف إطلاق النار في سوريا "خطوة هامة في بدء العملية السياسية لحل الأزمة" مثمنا جهود المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لتنفيذ وقف اطلاق النار. أما دولة لبنان وفي اول تعليق لها على الهدنة فأبدى رئيسها ميشال سليمان اليوم تمنياته في أن تؤدي "الى مدخل لوقف العنف فيها وتكون تمهيدا لبدء الحوار بين كافة الفرقاء ولعودة النازحين السوريين الى بيوتهم وارزاقهم". ومن جهته أشاد وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو بإعلان هدنة إطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى المبارك بعد استمراره اكثر من عام من القصف الموجه ضد الشعب السوري بالاسلحة الثقيلة مؤكدا بأن الهدنة هي مطلب الشعب السوري. وأعرب داود أوغلو عن أمله في أن يشعر الشعب السوري بشئ من البهجة والسرور بعيد الاضحى مضيفا بأنه يتوقع أن يفتح إعلان الهدنة بابا جديدا أمام عهد جديد.