باشرت شركة توزيع الكهرباء و الغاز للجزائر العاصمة يوم الثلاثاء في حملة تحسيسية من الأخطار المرتبطة بالاستعمال السيئ لغاز المدينة على مستوى الولايات الثلاثة التي تغطيها (الجزائ العاصمة و تيبازة و بومرداس). و يكمن الهدف من هذه الحملة في اعطاء نصائح وقائية للمواطنين تسمح لهم بالاحتماء بشكل أفضل من أخطار التسمم بأوكسيد الكاربون التي غالبا ما تؤدي إلى الموت. و ستشرف على هذه الحملة التي تنظم سنويا عند قروب فصل الشتاء ست مديريات للتوزيع و هي فروع تابعة للشركة و ذلك على مدار خمسة عشر يوما بالتنسيق مع الحماية المدنية و المجالس الشعبية البلدية و المدارس و جمعيات المستهلكين و وسائل الاعلام. كما سيتم خلال هذه الحملة تنظيم أبواب مفتوحة. و للعلم فان عدد الحوادث المرتبطة بالاستعمال السيئ للغاز بين سنة 2008 إلى أكتوبر 2012 بلغ 74 حادث منها 55 حادث سجل داخل المنازل و 19 حادث آخر في الجزء الخارجي من شبكة توزيع الغاز حسب الأرقام التي قدمها الرئيس المدير العام للشركة عبد القادر بوسوردي خلال ندوة صحفية بمناسبة انطلاق هذه الحملة الوقائية من هذه الحوادث. و حسب الرئيس المدير العام للشركة فان عدد الحوادث المرتبطة بالغاز قد سجل خلال السنوات الخمس الاخيرة تراجعا "هاما" حيث انخفض من 19 حادث في سنة 2008 إلى 14 حادث في سنة 2009 و 8 حوادث في سنة 2010 و 7 حوادث في سنة 2011 ثم 7 حوادث في سنة 2012. غير أن عدد الوفيات لم يسجل تراجعا حيث بلغت الحصيلة المسجلة 38 وفاة منها 11 في سنة 2012 فقط. و تمثلت الاسباب الرئيسية التي قدمتها شركة توزيع الكهرباء و الغاز في خلل في جهاز التدفئة و مسخن الماء و كذا غياب التهوئة داخل المنازل. و تكمن الاسباب الاخرى في حالات الاختناق بأوكسيد الكاربون اذ يتعلق الامر خصوصا بالأجهزة المقلدة التي لا تستجيب لمقاييس الامن. في هذا الصدد أعلن بوسوردي عن استعداد مؤسسته لأي تنسيق محتمل مع مصالح وزارة التجارة قصد وضع اجراء لمكافحة استيراد أجهزة التدفئة و تسخين المياه المقلدم و ذات النوعية الرديئة. و يعتبر التركيب غير المكيف مع معايير الأمن و نقص الصيانة مصدرا أيضا لحالات الحوادث. و عليه دعت الشركة المواطنين إلى التأكد دوريا من تركيباتهم على الاقل مرة كل سنة و استدعاء مختص محترف في تركيب هذه الأجهزة يقوم بتسليم شهادة مطابقة مع القواعد الأمنية. و ألحت شركة توزيع الغاز والكهرباء على ضرورة الوقاية من الاصابات اوكسيد الكاريون الذي يعد من اهم المخاطر المنزلية لان الضحايا لا يستطيعون الفرار في اغلب الاحيان. و هذا "القاتل الصامت" الذي يحل محل الاوكسيجين في الدم لا يمكن تشخيصه. وتفيد الدراسات ان 0,1 في المئة من الغاز المنتشر في الهواء يقتل في ظرف ساعة واحدة و 1 في المئة منه قد يقتل في ظرف 15 دقيقة بينما 10 في المئة من هذا الغاز المتسرب يقتل في الحين. و عن الحوادث المسجلة خارج شبكة توزيع الغاز اوضح بوسوردي ان السبب الرئيسي لذلك يعود إلى الاشغال سواء مرخصة اوغير مرخصة دون اخطار مصالح الشركة. و تتلقى هذه الشركة معدل 40 احتجاجا في اليوم 60 في المئة من هذه الاحتجاجات تخص شبكة التوزيع و40 في المئة قنوات الغازالمنزلية. وقد مكنت التدخلات السريعة لمصالح الشركة من تقليص عدد المصابين في الحوادث التي يتسبب فيها سوء استعمال الغاز. "سنواصل بذل كل الجهود -يضيف مدير الشركة- حتي لا تكون هناك اية ضحية" مشيرا إلى ان 50 بالمئة من زبائنه المشتركين في الشركة مرتبطون بشبكة توزيع الغاز". و تنوي الشركة ايضا التزود بمركز للاتصال يتولى استقبال طلبات التدخل الاستعجالية في حالة وقوع حوادث تخص استخدام الكهرباء والغاز. و أكد انه بامكان مواطني الولايات الثلاثة المغطاة من قبل الشركة الاتصال مباشرة بمصالحها عن طريق رقم واحد للتبليغ عن طلبات التدخل التي يتم التكفل بها في اوانها وعن مطالبهم واستفساراتهم ومتابعة استهلاكهم. و خلص الي القول "يتمثل هدف هذا المركز في تحسين العلاقة مع زبائننا وتقييم مدى رضاهم بالنسبة لخدماتنا التي نصبو ان تكون ناجعة عندما يتعلق الامر بتلبية احتياجاتهم".