أنهى رئيس غرفة النواب الأندونيسية علي مرزوقي يوم الخميس زيارته للجزائر التي دامت خمسة أيام وتوجت بتنصيب مجموعة برلمانية للصداقة (الجزائر-إندونيسيا) لتكون دفعا إضافيا للتعاون بين برلماني البلدين وقناة لتبادل التجارب والخبرات البرلمانية. وكان في توديع مرزوقي والوفد الموافق له بمطار هواري بومدين الدولي رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة. وكان مرزوقي قد صرح بمناسبة زيارته للجزائر أن الصلة التي تربط الجزائر وأندونيسيا هي "علاقة قديمة" وتعود إلى قمة آسيا -إفريقيا التي احتضنتها العاصمة الأندونيسية باندونغ سنة 1955 حيث "دعيت الجزائر في هذه القمة كدولة ذات سيادة". وأكد على ضرورة "متابعة العلاقات الأخوية القوية التي أقامها الآباء المؤسسون بين الشعبين الشقيقين" معربا عن أمله في أن تعود زيارته الأولى للجزائر ب "بالمنفعة المشتركة على الشعبين الشقيقين". وأفاد مرزوقي أن "رئيس جمهورية أندونيسيا سيزور الجزائر خلال الأشهر القادمة". وقد حظي المسؤول الأندونيسي خلال زيارته للجزائر باستقبال من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وصرح رئيس غرفة النواب الأندونيسي عقب هذا الاستقبال أن زيارته للجزائر تهدف إلى "ترقية التعاون بين أندونيسيا والجزائر في جميع المستويات و المجالات". كما تطرق ضيف الجزائر مع الرئيس بوتفليقة خلال المحادثات التي جمعتهما إلى مواضيع عدة تمحورت في مجملها حول ترقية التعاون في مجالات الاقتصاد و التجارة و الاستثمار. وكانت للمسؤول الأندونيسي ايضا مباحثات مع رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح تطرق من خلالها الطرفان إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات. كما أجرى مرزوقي مباحاثات مع رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة حيث تم التطرق للعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين و سبل توطيدها. وذكر ولد خليفة بالزيارات الرفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين و في مقدمتها زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى أندونيسيا سنة 2003. ومن جانب آخر أكد ولد خليفة أن دعم علاقات التعاون البرلمانية و تفعيل مجموعتي الصداقة البرلمانية ستحقق مزيدا من التقارب في الرؤى و انسجام المواقف في المحافل الدولية خاصة و أن البلدين ينتسبان معا إلى عدة كتل و تجمعات جيو-سياسية. ولدى حديثه عن طبيعة التعاون الذي يجمع البلدين أكد رئيس المجلس بأن الجزائر تسعى إلى إقامة شراكة "متميزة و مستدامة" مع أندونيسيا لا سيما و أن البلدين تجمعهما الكثير من التوجهات المشتركة و توافق الرؤى في الكثير من القضايا والمسائل خاصة و أن قدراتهما الإقتصادية بإمكانها رفع حجم التعاون إلى مستوى التكامل الإقتصادي. أما المسؤول الأندونيسي فقد أشار إلى أن زيارته للجزائر تأتي تجسيدا لمذكرة التفاهم التي وقعها رئيسا المؤسستين التشريعيتين سنة 2010 لافتا إلى أن أندونيسيا و الجزائر تربطهما "علاقات تاريخية قوية". وأثناء تواجده بالجزائر التقى المسؤول الأندونيسي أيضا بالوزير الأول عبد المالك سلال وتطرق الطرفان أثناء لقائهما إلى " قضايا متعلقة بالعلاقات بين مؤسسات البلدين وكذا إمكانيات تعزيز التعاون الثنائي على الصعيدين الاقتصادي والثقافي".