تعهدت مجموعة تنمية جنوب القارة الافريقية (سادك) بإرسال قوة قوامها اربعة آلاف جندي إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تشهد تمرد في انتظار ما ستسفر عنه المحادثات التي انطلقت امس بين الحكومة الكونغولية و حركة "ام 23 " المتمردة قصد ارساء الامن في المنطقة. وجاء قرار القادة الافارقة ارسال قوة عسكرية الى مدينة غوما عاصمة اقليم شمال كيفو في شرق الكونغو الديمقراطية خلال قمتهم الطارئة الاخيرية في دار السلام بتنزانيا حيث اعلنوا انهم مستعدون لنشر قوة الدعم في شرق الكونغو الديمقراطية باشراف القوة الدولية المحايدة المكلفة بمراقبة الحدود بين رواندا والكونغو. وستستغرق مجموعة سادك قرابة أسبوع لتفعيل قواتها ومن الممكن ان تتكلف عملية نشر القوات بأكملها حوالى 100 مليون دولار أمريكي. وقد وفرت الكونغو الديمقراطية بالفعل جزءا من المبلغ ووعدت تنزانيا وجنوب افريقيا بإرسال كتيبة ودعم لوجيستي إلى القوة الدولية المحايدة. وبالنسبة لسادك فان قوة الأممالمتحدة في الكونغو الديمقراطية غير قادرة على التعامل مع المشكلة ولذلك حثت القمة الأممالمتحدة على تغيير تفويض القوة ومنحها السلطة للقيام برد فعل عسكري مباشر على أي هجوم. كما أكدت القمة مجددا على وحدة جمهورية الكونغو الديمقراطية واحترام سيادتها وسلامة أراضيها معربة عن قلقها بشأن تدهور الأمن والوضع الانساني فى شرق البلاد وأدانت بشدة "حركة 23 مارس" المتمردة على هجماتها على المدنيين وقوات الأممالمتحدة والوكالات الانسانية. وتنشر الأممالمتحدة قوات قوامها 19 ألف جندي في جمهورية الكونغو الديمقراطية لكن الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني انتقدها ووصفها بأنها تقوم "بنوع من السياحة العسكرية هناك". وبهدف ارساء السلام والامن فى شرق البلاد الذى يشهد معارك منذ اشهر عدة اجرت امس الاحد الحكومة الكونغولية ومتمردو حركة ام 23 مفاوضات فى كمبالا لاتزال متواصلة حيث قالت الاطراف المشاركة ان الخلافات تخيم على اجواء المحادثات . وقال وزير الخارجية الكونغولي ريموند تشيباندا الذي يترأس وفد بلاده إلى هذا الاجتماع "إن السلام والأمن والانسجام الوطني ومصلحة الشعب الكونغولي لا تقدر بثمن" . من جهته، اكد رئيس وفد المتمردين فرنسوا روكوغوزا أن "حركة ام 23 لن توفر جهودها للمشاركة في حل النزاعات" لكنه شدد على أن الحركة تريد حلولا للبلاد برمتها. وقال وزير الدفاع الاوغندي كريسبوس كيونجا وهو الوسيط ان المجتمعين الاقليمي والدولي يهتمان بالمحادثات التى ينظر إليها على انها حل دائم للقتال. وأوضح "ان الحوار الذى بدأ امس يعطي الأمل لشعب الكونغو الديمقراطية والجميع فى المنطقة والمجتمع الدولي. هناك فرصة كبيرة الآن للتوصل الى حل سياسي مستدام للصراع بين الحكومة وحركة 23 مارس" مقترحا ان تنقل المحادثات الجارية فى كامبالا الى غوما الكونغولية . وقال الوزير الاول الكونغولي ماتاتا بونيو ان محادثات كامبالا تقتصر حول توضيح تنفيذ اتفاق إدماج متمردي /إم23/ في الجيش الكونغولي الذي تم توقيعه عام 2009 اثر اتفاق سلام مع كينشاسا قبل أن يعاود هؤلاء المتمردون انشقاقهم عنه بدعوى أن الحكومة الكونغولية " لم تحترم التزاماتها" مؤكدا ان الامر لايتعلق "بتاتا" بتقسيم السلطات في المؤسسات. وكان المتمردون شنوا قبل ثمانية اشهرهجوما واسع النطاق اتاح لهم فى 20 نوفمبر السيطرة على مدينة غوما قبل ان يوافقوا على الانسحاب منها مشترطين بدء حوار مع نظام الرئيس الكونغولى جوزف كابيلا. وهدأ القتال في شرقي الكونغو الديمقراطية بشكل نسبي بعد انسحاب متمردو ام 23 من غوما في وقت سابق من الشهر الجاري في خطوة قالوا إن الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا طالب بها لدفع محادثات السلام. وتتشكل حركة /إم 23/ آساسا من متمردين سابقين كونغوليين تابعين (لحركة المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب) وقد تم إدماجهم في الجيش بعد اتفاق مع كينشاسا الا أنهم انشقوا عن الجيش في افريل و باشرو حركة تمرد ضد الحكومة المركزية انطلاقا من شمال كيفو.