أحيت ولايات غرب الوطن اليوم الثلاثاء الذكرى ال 52 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بإقامة عدة أنشطة واحتفالات مخلدة لهذه المحطة التاريخية من الثورة التحريرية المجيدة. وبوهران توجهت السلطات الولائية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية إلى مقبرة الشهداء ببلدية ارزيو التي احتضنت الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى حيث وضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري وقرأت فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة. كما تمت تسمية الثانوية الجديدة لأرزيو باسم "11 ديسمبر 1960" فضلا عن عرض أوبيرات "أبطال الجزائر". وبالمناسبة تم اطلاق العديد من المشاريع الكفيلة بتحسين معيشة السكان على غرار تجديد الطريق الحضري لوسط مدينة أرزيو وتهيئة ساحة واجهة البحر وتشغيل شبكة غاز المدينة على مستوى تجزئة 79 قطعة بحي"الحدائق" وتشغيل المحول الكهربائي بطاقة 250 كيلوفولط امبير لشبكة الضغط المنخفض لحي تروفيل. كما وقف الوفد على مشروع توسيع الرصيف لغرب وجنوب ميناء أرزيو مع وضع حجر الأساس لمشروع انجاز وحدة للحماية المدنية وزيارة ورشة بناء 850 مسكن اجتماعي بالمحقن وغيرها من المشاريع الأخرى. ومن جهة أخرى جرى تكريم وزير الإعلام السابق والكاتب محيي الدين عميمور من طرف قسم التاريخ لكلية العلوم الإنسانية والحضارة الاسلامية لجامعة وهران بحضور جمع غفير من الطلبة والأساتذة. وأوضح السيد عميمور على هامش هذا التكريم أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كانت "مفصلية" في تاريخ البلاد حيث دحضت فكرة الجزائر فرنسية وأرغمت الجنرال ديغول على التراجع مضيفا أن هذا التاريخ أعطى اشارة نهائية لرفض الشعب الجزائري للاستعمار وكافة أشكال الاندماج والخنوع للمستعمر. أما بمستغانم جرى توزيع 108 وحدة سكنية اجتماعية ايجارية ببلدية سيرات تحت اشراف والي الولاية وبمعية الاسرة الثورة وسط ارتياح كبير لدى المواطنين الذين عبروا عن فرحتهم خصوصا وأنها تزامنت مع مناسبة تاريخية وطنية بارزة. وتم بالمناسبة تدشين المقرين الجديدين لبلديتي السوافلية والصفصاف ووضع حجر الأساس لمشروع اعادة الاعتبار للطريق الولائي رقم 6 الرابط بين بلديتي السوافلية وسيدي خطاب (غليزان) على مسافة 14 كلم. وببلدية الصفصاف وضع حجر الأساس لانجاز ثانوية تتسع ل 800 تلميذ وخزان مائي بسعة ألفين متر مكعب لتزويد زهاء 60 دوار ببلديات السوافلية والصفصاف ومنطقة "اولاد شافع" ببوقيراط بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من مركب مستغانم-أرزيو-وهران "الماو" ومحطة تحلية مياه البحر المتواجدة بشرق مدينة مستغانم. كما نظم بجامعة "عبد الحميد ابن باديس" معرضا للصور حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تبرز همجية المستعمر الفرنسي ومختلف أشكال العنف والتعذيب التي ارتكبها في حق الشعب الجزائري. وبتلمسان أكد الدكتور بن داود نصر الدين أستاذ وباحث في التاريخ بجامعة تلمسان خلال يوم دراسي حول "أسباب و تداعيات مظاهرات 11 ديسمبر " أن المظاهرات "لم تكن من أجل الخبز" وإنما لحمل قضية وطنية تدعو إلى تقرير المصير والدعوة إلى الاستقلال. وأوضح نفس المحاضر أن الجنرال ديغول رئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة "راهن" على الظروف الاجتماعية المزرية للشعب الجزائري ليقدم في 9 ديسمبر 1960 بعين تيموشنت إلى الشعب الجزائري مشروعه المبني على اصلاحات مغرية في شتى المجالات. إلا أن الجزائريين—كما قال— لم تغريهم تلك الوعود بل طالبوا بالاستقلال في الوقت الذي رفع المعمرون شعارات مناوئة مما ادى إلى صدامات عنيفة انتهت بقمع الجزائريين فقط من طرف قوات الأمن وهو ما جعل غضب الشارع ينتشر ليشمل العديد من المدن الجزائرية. أما السيد بليفة الجيلالي من قسم التاريخ بجامعة تلمسان فقد تطرق إلى نتائج هذه المظاهرات التي جاءت لتؤكد التحام الشعب الجزائري و التفافه حول جبهة التحرير الوطني كما كانت على الصعيد الدولي انتصارا باهرا أدى إلى تصويت الأممالمتحدة بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير. أما بغليزان فقد تم تكريم متقاعدين من الحرس البلدي من قبل السلطات المحلية بمناسبة احياء هذه الذكرى التاريخية وتم منحهم شهادات تقديرية عرفانا لهم بالتضحيات التي قدموها خلال العشرية السوداء في مواجهة الارهاب. وللإشارة فقد ترحمت السلطات المحلية بمناسبة ذكرى 11 ديسمبر على أرواح الشهداء بمقبرة عاصمة الولاية وأشرفت على افتتاح الأسبوع الثقافي لولاية تسيمسيلت.