عرفت عدة مناطق ومدن عراقية يوم الإثنين سلسلة هجمات وانفجارات خلفت 47 قتيلا واكثر من مائة جريح عشية الذكرى السنوية الاولى للانسحاب العسكري الامريكي من العراق والتي تصادف يوم غد الثلاثاء. وأفادت مصادر طبية وأمنية ان 47 شخصا قتلوا وجرح 110 أخرين في سلسلة انفجارات وهجمات شهدتها مناطق متفرقة من البلاد اليوم الاثنين مع تسجيل خسائر مادية معتبرة. وأكدت نفس المصادر أن هذه الهجمات التي خلفت مئات الجرحى استهدفت خاصة عناصر الامن والمدنين مست عشرات المدن والمناطق العراقية. وقال في هذا الصدد مصدر في الشرطة العراقية "إن سبعة أشخاص من بينهم ثلاث نساء وطفلان قتلوا واصيب 14 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة بقرية طهراوة التابعة لمدينة الموصل (400 كم) شمال بغداد" مشيرا الى أن اربعة منازل انهارت على ساكنيها نتيجة الانفجار فضلا عن الحاق اضرار مادية بعدد من منازل القريبة التي تسكنها اقلية (الشبك) إحدى الاقليات العراقية. وأوضح المصدر أن سيارتين مفخختين انفجرتا بالتعاقب الاولى في حي ذات الغالبية الكردية والثانية في حي عسكري في بلدة الطوز (90 كم) شرق تكريت مركز محافظة صلاح الدين اسفرتا عن مقتل خمسة واصابة 25 آخرين بجروح والحاق اضرار مادية بعدد من المنازل. كما قتل ثلاثة جنود عراقيين واصيب ثلاثة آخرون بجروح بينهم ضابط في انفجار عبوة ناسفة وهجوم مسلح على نقطة تابعة للجيش العراقي في منطقة البوصلبي (60 كم) جنوب تكريت. وهاجم مسلحون مجهولون نقطة تفتيش تابعة للشرطة جنوب مدينة تكريت مما أدى إلى مقتل شرطي واصابة ثلاثة آخرين كما لقي إثنان من الزوار الإيرانيين مصرعهما وأصيب أربعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلتهم جنوب "تكريت" بمحافظة "صلاح الدين" شمال بغداد . يذكر ان 19 شخصا قتلوا وجرح عشرات الاخرين أمس الاحد في سلسلة هجمات وقعت خاصة بشمال البلاد . وقد قتل 45 شخصا من بينهم نساء واطفال وجرح 205 اخرين في هجمات بالعراق في ال 29 من شهر نوفمبر الفارط . وتاتي هذه الانفجارات عشية الذكرى الاولى لمغادرة أخر الجنود الامريكيين للعراق في ال 18 ديسمبر سنة 2011 وهذا بعد تسع سنوات من الحرب التي خلفت عشرات الالاف من الضحايا. وما تزال الانفجارت بالعراق تحصد شهريا مئات الضحايا ما بين قتلى وجرحى وفق تقارير لكنها تعد أقل حدة من مظاهر العنف التي كانت شهدتها البلاد في سنوات 2006 و 2007. وفي سياق متصل أفاد مصدر في الشرطة اليوم أن مجموعة مسلحة تستقل سيارة حديثة نفذت عملية سطو مسلح على محل (بورصة) للصرافة في حي رحيم آوة شمال كركوك, وأن المسلحين استولوا على مبلغ 400 مليون دينار وفروا إلى جهة مجهولة. من جهة اخرى أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي اليوم عن تشكيل غرفة عمليات "الأمن والمصالحة",مشيرا إلى أن هذه الغرفة ستتبنى تسوية قضايا المطلوبين للقضاء بتهمة الإرهاب ممن انضموا للمصالحة الوطنية. وقال الخزاعي "إن رئيس الوزراء نوري المالكي وافق على مطالبتنا بتشكيل غرفة عمليات "الأمن والمصالحة", مشيرا إلى أن أعضاءها من مجلس القضاء الأعلى ومن قيادات العمليات ومن وزارات الدفاع والداخلية والعدل, ومن لجان المصالحة الوطنية ومستشاري الصحوات. وأوضح أن غرفة العمليات ستتبنى تسوية قضية المتهمين وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب , مشيرا الى أنه سيشمل بهذا الإجراء من دخل والتزم بالانضمام في مشروع المصالحة والتعاون مع الحكومة لمكافحة الارهاب بكل أشكاله.