دعا المشاركون في يوم دراسي حول الأورام السرطانية الذي نظم بغرداية إلى ضرورة إرساء مخطط وطني لمكافحة الأورام السرطانية. وأشار المتدخلون في اختتام هذا اللقاء أمس السبت أنه من أجل تفعيل هذا الجهاز الوطني لمكافحة السرطان بجميع أشكاله "لابد من إرساء تشاور ما بين مجمل الأطباء الممارسين وجمعيات مكافحة الأمراض السرطانية لإثراء المعارف المتعلقة بهذا الداء على المستوى الوطني"مشددين على "ضرورة استحداث شبكات محلية من أجل التكفل بالمرضى". كما رافع المتدخلون من أجل تمكين كل مريض مصاب بداء السرطان من العلاج الضروري "على مستوى جميع مناطق البلاد" حيث اقترحوا إعداد بطاقة خاصة بالسرطان انطلاقا من مراكز مكافحة السرطان الحالية أو الجاري إنجازها عبر التراب الوطني من أجل التكفل بالمرضى عبر مختلف المناطق. وأبرز المشاركون في هذه التظاهرة العلمية الجهود التي تبذلها الدولة لتسخير على مستوى المستشفيات والمراكز الإستشفائية الجامعية ووحدات الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي عتاد طبي عصري (493) جهاز السكانير والتي "لا يزال معظمها غير مستعملة بسبب نقص الأخصائيين في هذا المجال". وأوضح نفس الأخصائيين أن ولايات جنوب البلاد لا تتوفر على مراكز مختصة وهو الأمر الذي يحتم على عديد المرضى التنقل على مسافات طويلة من أجل العلاج خاصة بالنسبة لمرضى ولاية غرداية. وقد ركزت النقاشات خلال هذا اللقاء على ضرورة وضع شبكات محلية للتكفل بمرضى السرطان والتشخيص المبكر والعلاج الكيماوي والطبي. وذكر البروفيسور فرح الدين بن ديب من مركز بيار ماري كوري (الجزائر العاصمة) أنه تم اكتشاف 40 ألف حالة جديدة مصابة بالسرطان في الجزائر موضحا أن سبب هذا المرض الفتاك "راجع بالأساس إلى عوامل غذائية وبيئية". وأشار في تصريح ل/وأج أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء يكمن في إرساء مخطط وطني وإستراتيجية لمكافحة الأمراض والأورام السرطانية "لاسيما سرطان الثدي الذي يشكل المرض الأكثر انتشارا بالجزائر". وقد جمع هذا اللقاء المنظم من طرف جمعية "إشراق لغرداية" لمساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان والتي تناضل من أجل التكفل النفسي ومساعدة المرضى في علاج هذا الداء الفتاك على مستوى المراكز المختصة عديد الأخصائيين في الأورام السرطانية من مركز بيار ماري كوري وأطباء ممارسين من ولايات كل من غرداية و الأغواط و ورقلة. وتم في إطار هذا اللقاء تقديم عديد المحاضرات مدعمة بأشرطة فيديو حول الوضعية الراهنة لهذا المرض لاسيما المقاربات الجديدة التي تبعث الأمل في المستقبل لمرضى السرطان على غرار صنف الأدوية الجديدة المستعملة لمكافحة هذا الداء على مستوى المستشفيات والمركز الإستشفائية.