يرتقب أن يتم تأسيس بمدينة باتنة المؤسسة الجزائرية للعلاجات المخففة للألم الأولى من نوعها على المستوى الوطني استنادا إلى رئيسة مركز مكافحة الألم وكذا مصلحة الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي بباتنة البروفيسور قرينات نادية . وأوضحت هذه المختصة على هامش اليوم التحسيسي حول مرض السرطان الذي احتضنته اليوم السبت قاعة المحاضرات الكبرى لجامعة العلوم الاجتماعية والإسلامية لجامعة الحاج لخضر أن هذه المبادرة تهدف أساسا إلى التكفل الجيد بالمرضى الميؤوس من حالاتهم لاسيما منهم المصابين بداء السرطان . والعمل على جعل هؤلاء "يتمتعون بآخر أيام من حياتهم دون أو أقل ألم ممكن والموت في ظروف إنسانية". وأضافت البروفيسور قرينات أن هذه المبادرة التي تعد سابقة في الجزائر هي تكملة لأول شبكة طبية للتكفل بالألم على المستوى الوطني التي أعلن عن تأسيسها من طرف مختصين بمركز مكافحة الألم بالمركز الاستشفائي الجامعي بباتنة في 3 جوان الماضي على هامش الأيام الوطنية الثامنة للصيدلة والأيام الربيعية السادسة للألم التي احتضنتها جامعة باتنة. وجاء هذا اليوم التحسيسي الذي انعقد بمبادرة لجمعية "أمل" لمساعدة مرضى السرطان بالولاية بالتنسيق مع مركز مكافحة الألم بالمركز الاستشفائي الجامعي لباتنة حسب رئيسة ذات الجمعية الدكتورة فوزية شبعاني المختصة في الطب البديل بغية تحسيس الجمهور الواسع بخطورة الداء وسبل الوقاية منه بالإضافة إلى التكفل بالمرضى على الصعيد الطبي و خاصة النفسي لضمان متابعة حيدة. وشارك في هذا اللقاء أطباء مختصون وباحثون من مختلف أنحاء الوطن لاسيما من مركز بيار و ماري كوري لمكافحة داء السرطان من الجزائر العاصمة وعلى رأسهم البروفيسور كمال بوزيد. وأكد المتدخلون على ضرورة الفحص الدوري للكشف المبكرعن الإصابات المحتملة للتكفل بها ومن ثم إمكانية علاجها والمحافظة على حياة المرضى . وقدم المتدخلون شروحا وافية عن بعض أنواع السرطان لاسيما الخاص بالقولون والرئة والجلد والثدي والسرطان عند فئة الأطفال .كما تم التعرض أيضا إلى كيفية الوقاية من الألم وكذا الوقاية من الداء عن طريق متابعة العادات الغذائية السليمة والإكثار من التمارين الرياضية والابتعاد عن التناول المفرط للحوم الحمراء والدهون . وكشفت المداخلات بأن الأمراض السرطانية أصبحت تمثل حاليا مشكلا حقيقيا للصحة العمومية بالجزائر بالنظر إلى العدد المتزايد للمصابين بهذا الداء والمقدر سنويا بحوالي 40 ألف حالة جديدة على المستوى الوطني حيث يأتي سرطان الثدي الأول بالنسبة للنساء وسرطان الرئة الأول بالنسبة للرجال. وبولاية باتنة، تشير إحصاءات مديرية الصحة والسكان بأن عدد المصابين الجدد بهذا الداء يقدر بحوالي 320 حالة حسب رئيس مصلحة الوقاية في حين يؤكد مختصون في الميدان بأن العدد يصل أحيانا إلى 500 حالة تتوجه أغلبها إلى المدن الكبرى مثل قسنطينة و الجزائر العاصمة للعلاج. وفي هذا السياق، أوضحت رئيسة جمعية "أمل" لمساعدة مرضى السرطان بولاية باتنة السيدة فوزية شبعاني بأن أهم مشكلة تواجه المصابين بهذا الداء محليا هو تلقي العلاج بالأشعة الذي يتم بقسنطينة حيث تطول المواعيد إلى 6 أشهر وأحيانا يموت المريض قبل موعد العلاج . ويؤكد مسؤولو الصحة بباتنة بأن التكفل بالمصابين بداء السرطان بالجهة سيتحسن "عما قريب" بعد افتتاح المركز الجهوي لمكافحة الأمراض السرطانية الذي يتم إنجازه حاليا بمدينة باتنة والذي وصلت نسبة تقدم الأشغال به إلى أكثر من 90 بالمائة وينتظر استلامه في "مارس المقبل". وبلغت تكلفة إنجاز هذا المركز الذي سيتكفل بمرضى 14 ولاية من شرق و جنوب شرق الوطن 2,5 مليار دج منه 1 مليار دج للتجهيزات الطبية والجراحية الجد حديثة. أما فيما يخص الكشف المبكر عن سرطان الثدي فتم حسب ذات المصدر تزويد المركز الاستشفائي الجامعي بباتنة منذ فترة بتجهيزات طبية جد حديثة (منها جهاز رقمي) إلا أن الإقبال عليه من طرف النساء يبقى حسب المختصة في الأشعة الدكتورة سليماني هارونة "جد قليل" رغم حملة التحسيس التي نظمت في هذا المجال.