قال وزير إدارة الأراضي في إفريقيا الوسطى جوزويه بينوا أن "بلاده مستعدة لوقف إطلاق النار وفتح حوار مع المعارضة والمتمردين الذين سيطروا على مدينة (كاغا باندورو) على بعد نحو 340 كيلومترا من شمال العاصمة (بانغي) وذلك من أجل مستقبل البلاد". وأوضح بينوا في حديث خاص لراديو (فرنسا الدولي) يوم الأربعاء أن "المتمردين يرفضون وقف إطلاق النار ..وأنه في المقابل ستطالب الحكومة بانسحابهم من مواقعهم". وأضاف أن المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا يمكن ان تلعب دورا فعالا في وضع حد لهذه الاضطرابات". وحول ما تردد عن قيام جنود تشاديين بابتزاز المدنيين في مدينتي (سيبوت) و(بوسانجوا) أجاب بينوا أنه "لا يملك دلائل على هذا الكلام" معربا عن اسفه لوجود هذا النوع من المشاكل مع تحالف المتمردين في جمهورية إفريقيا الوسطى الذي يحمل اسم (سيليكا)". وتابع بينوا أنه "كوزير لإدارة الأراضي فإنه منشغل بالأدغال حيث قام متمردو سيليكا بنهب كافة البلديات واستولوا على كافة المواد" كما وصف ما يجري حاليا في البلاد ب"إعداد ابادة جماعية". ووجه بينوا دعوة للمجتمع الدولي "لتقديم مساعدة لبلاده وانقاذها موضحا أنه ينتظر مساعدة فرنسا لاسيما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ليهب لانقاذ شعب إفريقيا الوسطى وذلك عقب تواجد نحو 200 جندي فرنسي في مطار (بانغي) منذ عدة سنوات في إطار التعاون العسكري بين البلدين". وأكد الوزير أن "كافة الاتفاقيات المبرمة في (نجامينا) ستقيم اعتبارا من منتصف ليل بعد غدا (الجمعة)". وفيما يتعلق بما إذا طلب المتمردون تشكيل نظام انتقالي في البلاد, أجاب بينوا أن "هذا الطلب سيكون محل بحث لأن كل ما يدور في اتجاه دول ناشئة ..فلا يمكن لأي مواطن أن يقف حيالها". وتأتي هذه التصريحات عقب انتشار نحو 200 جندي تشادي في مدينة (سيبوت) ونحو 150 أخرين في "(بوسانجوا). وسيطر متمردو تحالف (سيليكا) أمس الثلاثاء على مدينة جديدة في وسط شمال جمهورية إفريقيا الوسطى هي (كاغا باندورو) من دون أن يلقو مقاومة وفق ما افاد مصدر عسكري في مدينة (سيبوت) الاستراتيجية المؤدية إلى العاصمة (بانغي). وتعد (كاغا باندورو) المدينة الرابعة في البلاد التي يهاجمها المتمردون ويحتلونها بعد نديلي (شمال) و بريا (وسط ) و بامباري (وسط-جنوب). و يطالب متمردو سيليكا باحترام اتفاقيات السلام الموقعة بين 2007 و2011 والتي تتضمن خصوصا برنامجا لنزع السلاح. وأبدت حكومة إفريقيا الوسطى أول أمس الاثنين استعدادها للتحاور مع المتمردين شرط أن ينسحبوا من المدن التي احتلوها, لكن هؤلاء يرفضون مبدأ الانسحاب من دون اتفاق سلام مسبق. وأعلن مصدر عسكري في جمهورية إفريقيا الوسطى اليوم الأربعاء أن "القوات التشادية المتمركزة في سيبوت قرب بانغي اتجهت نحو مدينة (كاغا باندورو) (وسط) التي استولى عليها المتمردون أمس الثلاثاء. ودخلت في 18 من الشهرالجاري قوة من الجيش التشادي إفريقيا الوسطى تلبية لطلب من رئيسها فرنسوا بوزيزي لدعمه في مواجهة قوات المتمردين التي تمكنت من السيطرة على مدينة بريا (وسط). لكن الحكومة التشادية أكدت لاحقا أن "قواتها لا تعتزم دعم فريق ضد آخر بل هي قوة فصل بين المتحاربين".