بعد أربعة أيام متتالية من الأنشطة الفولكلورية والفنية المتنوعة. أسدل الستار أول أمس بمدينة تيميمون بأدرار على فعاليات المهرجان الوطني لتراث “آهلليل”. وقد تميّزت وقائع حفل اختتام هذا المهرجان الذي جرت بمسرح الهواء الطلق وسط مدينة تيميمون بتكريم الفرق الثلاثة الأولى الفائزة في المسابقة التي نظمت حول أداء تراث “آهلليل”. بحضور السلطات المحلية وأسرة قطاع الثقافة تم توزيع الجوائز على الفائزين في جو احتفائي مميز؛ و قد احتلت المراتب الثلاثة الأولى في صنف الفرق الناشئة على التوالي كل من فرق “تيفاوتزيري” و “التراث في أمان” و “كوكب الصحراء” من ولاية أدرار كما حازت على المراتب نفسها في صنف فرق الأكابر على التوالي كل من “جمعية سيدي يوسف” و”تيقورارين” و “تيفاوتزيري” من الولاية المضيفة أيضا فيما منحت جائزة لجنة التحكيم للمنشد بالله عبد العالي. وبالمناسبة ثمن مدير الثقافة لولاية أدرار المشاركة “النوعية ” في هذه الطبعة من طرف الجمعيات التي قدمت من داخل وخارج الولاية و الإقبال الكبير الذي حظيت به هذه التظاهرة التراثية سيما من طرف الشباب الذي تابعوا مجرياتها دون انقطاع “وهو ما يشجع على بذل المزيد من الجهد من أجل تقديم الأفضل في الطبعات المقبلة”. و كانت محافظة المهرجان قد سطرت برنامجا ثريا لإحياء هذا الحدث الثقافي والذي تضمن تنظيم منافسة حول طابع “آهلليل” المعروف بمنطقة قورارة إلى جانب تقديم نشاطات فلكلورية و موسيقية أخرى لتنشيط المحيط ساهمت فيها فرق من داخل و خارج الولاية والتي بلغ عددها أزيد من 40 جمعية تراثية و فلكلورية و فنية. كما نظم يوم دراسي بالمعهد الفلاحي لمدينة تيميمون حول ” آليات حفظ التراث الثقافي اللامادي” بحضور السلطات المحلية و أعيان المنطقة و شيوخ “الأهلليل” و بعض الباحثين والمهتمين بهذا التراث العريق. وتضمن اللقاء الذي أطره أساتذة جامعيون و باحثون تقديم عدة مداخلات التي تناول فيها المحاضرون عدة محاور ذات صلة بتراث “الأهلليل” ومن بينها “الأحاجي و مكانتها في الذاكرة الشعبية التواتية” و”واقع و آفاق التراث اللامادي في مناطق الصحراء الجزائرية”. وتوج هذا اللقاء بإصدار جملة من التوصيات التي تصب في مجملها حول ضرورة الارتقاء بجانب البحث العلمي والأكاديمي حول تراث “الأهلليل” وعقد ملتقيات أخرى للتعريف بهذا التراث اللامادي والتعريف بشيوخه ورواده بالمنطقة وتوسيع نطاق البحث حول هذا التراث الذي يعد من المكونات الثقافية الوطنية. كما أوصى المشاركون بضرورة جمع وأرشفة البحوث المنجزة حول “آهلليل” و إعداد قاموس خاص بمصطلحاته الزناتية لما يتضمنه من معاني وأهازيج وقصائد شعبية إضافة إلى تنظيم دورات تربصية للشباب حول هذا التراث الأصيل.