تتواصل بمدينة تيميمون ( 220 كلم شمال أدرار) هذا الثلاثاء ولليوم الثاني على التوالي فعاليات المهرجان الثقافي "آهلليل" في طبعته الرابعة بمشاركة قياسية للعديد من الفرق المحلية. و من المنتظر أن تنظم ضمن فعاليات هذه التظاهرة التراثية مساء هذا اليوم ندوة ثقافية حول تراث "آهلليل" بمركز الإشعاع الثقافي والتي سينشطها ثلة من الأساتذة المتخصصين و المهتمين بهذا التراث الثقافي العالمي كما أوضح المنظمون. هذه الندوة التي تحمل عنوان "آهلليل ... من أصالة التراث إلى عولمة الثقافة" ستركز على سبل إيجاد مكان للتراث الغنائي "آهلليل " في عصر يعج بالثقافات الشعبية المتعددة وتثمين خطوة بلوغ هذا التراث مرحلة العالمية بعد تصنيفه كتراث شفهي عالمي من طرف المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في سنة 2005 وما سيعكسه ذلك من نتائج إيجابية تساهم في ترقية هذا التراث و انتشاره بشكل أوسع كما أضاف نائب محافظ المهرجان أحمد جولي. وسيعكف على تأطير هذا اللقاء حسب ذات المتحدث نخبة من الأساتذة المتخصصين في التاريخ الوطني من بينهم الأستاذ رشيد بلليل من المركز الوطني للدراسات و البحوث في عصور ما قبل التاريخ الذي كان قد ألف كتابا حول تراث آهلليل و نشأته التاريخية إضافة إلى أساتذة و باحثين و إعلاميين ومهتمين بالتراث الثقافي للمنطقة. و كانت ساحة "أخبونتغوني" وسط مدينة تيميمون قد شهدت ليلة أمس الإثنين واحدة من لحظات الفرجة التي صنعتها المنافسة بين فرق آهلليل وسط حضور جماهيري مكثف استمر حتى ساعات متأخرة من الليل في مشهد بهيج يدل على مدى اهتمام وتمسك سكان المنطقة بتراثهم الأصيل والذي لا زال يستقطب السياح من داخل و خارج الوطن. و قد أحيت هذه السهرة التراثية ثلاث فرق محلية متخصصة في أداء آهلليل وتتمثل في جمعية "سيدس يوسف" و جمعية "أشبال آهلليل" و جمعية "بنات المغرى" النسوية وهي الجمعية التي تبرز اهتمام المرأة القورارية بهذا التراث الغنائي الأصيل. وقد أدت هذه الجمعية النسوية مقطوعات بشكل فردي وجماعي بحضور كبار شيوخ آهلليل بالمنطقة على غرار الشيخ الحاج البركة فلاني الذي يعتبر أحد رموز ورواد تراث "آهلليل" بالمنطقة مشكلين بذلك فضاءا لتلاقي الأجيال حفاظا على آهلليل و ضمان توارثه جيلا بعد جيل. وكانت فعاليات هذه التظاهرة الثقافية قد انطلقت مساء أمس الإثنين بمدينة تيميمون المشهورة بالواحة الحمراء في أجواء احتفالية بهيجة صنعتها العديد من الفرق المشاركة التي تمثل مختلف مناطق ولاية أدرار والتي أعادت للمنطقة إحدى اللوحات الفنية الرائعة النابعة من عمق التراث الثقافي والغنائي العريق التي يفتخر به سكان إقليم قورارة.