خصصت دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا لتظاهرة (تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011) تكريما مميزا للشيخين مصطفى وخير الدين عبورة اللذين كرسا حياتهما في خدمة التراث الموسيقي الأصيل ونقله إلى الأجيال الصاعدة عن طريق البحث والتدوين· وقد شهد هذا الحفل التكريمي الذي أقيم سهرة الثلاثاء بدار الثقافة (عبد القادر علولة) لتلمسان في إطار معرض (النوبة وتكريم شيوخ الموسيقى الأندلسية) الذي ينظم من 13 سبتمبر إلى 17 نوفمبر عقد مائدة مستديرة نشطتها مجموعة من الأساتذة والباحثين في التراث الموسيقي· وخلال اللقاء الذي جمع محبي وتلاميذ الشيخين والمهتمين بالطرب الأندلسي والحوزي قدم الأستاذ نصرالدين بغدادي مدير الأرشيف بالإذاعة الوطنية والمختص في الموسيقى الكلاسيكية لمحة عن الموسيقى بمدينة تلمسان في مطلع القرن الماضي مع سرد أهم مراحل المشوار الفني لمصطفى وخير الدين عبورة· أما الأستاذ طه عبورة المختص في الموسيقى فقد تعرض إلى حياة وأعمال جده مصطفى (1875-1935) الذي عمل على حفظ التراث الموسيقي بتدوينه رفقة محمد بن اسماعيل وعيا منه بمخاطر ضياع أجزاء كاملة منه بفقدان كبار المشايخ مثل مقشيش ومنور اللذين كان يعتمدان على المشافهة في الأداء· أما ابنه خير الدين المولود في 1908 فقد عمل مديرا فنيا لإذاعة تلمسان مما جعله يلتقي بالفنانين والمهتمين بالموسيقى الأندلسية مثل العربي بن صاري وابنيه رضوان ومحمود وعبد الكريم دالي وعمر بخشي· وغداة الاستقلال انكب بالتنسيق مع الشيخ العربي بن صاري في تدوين التراث الموسيقي الأندلسي والحوزي قبل أن يترأس جوق (غرناطة) في 1966 ويشرع سنة 1970 في أعمال البحث في التراث بالتعاون مع المعهد الوطني للموسيقى حول موشحات وأزجال جلول يلس وأمقران حفناوي ليتوفى في عام 1977· وبعد الشهادات الحية التي قدمت بالمناسبة حول مسيرة مصطفى وخير الدين عبورة عرضت على الجمهور علبة من التسجيلات لمختلف القصائد التي أداها الشيخان والمرفوقة بكتاب من النصوص والصور· كما انتظم حفل فني ساهر من إحياء جمعية (غرناطة) وأوركسترا (رضوان) حيث أديتا مقتطفات من أعمال الفنانين·