اعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي يوم الاثنين" فشل" مبادرته المتعلقة بتشكيل الحكومة التكنوقراطية غير المتحزبة التي رفضتها حركة النهضة الاسلامية -التي تقود التحالف الحاكم- جملة وتفصيلا. وتعيش تونس على وقع انسداد سياسي عميق بعد اعلان رئيس الجهاز التنفيذي عن نيته في تشكيل حكومة تكنوقراطية معتبرا ذلك بمثابة "الحل الافضل " لاخراج البلاد من ازمتها المتعددة الاوجه التي ازدادت حدة مع اغتيال السياسي المعارض الراحل شكري بلعيد . لكنه وبعد عدة ايام من المشاورات مع مختلف الفرقاء السياسيين اعترف بفشل مبادرته التي" لم تتحصل على التوافق الكافي" مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى رئيس الدولة المنصف المروزقي" لبحث فرص التوصل إلى حل" دون ان يوضح ماإذا كان سيقدم استقالته من عدمها. وياتي اعتراف حمادي الجبالي بفشل مبادرته بعدما رفضها حزب حركة النهضة الاسلامية وحزب "المؤتمر" الشريكان في الائتلاف الحاكم واللذان طالبا بتشكيل حكومة سياسية ائتلافية اي توسيع التحالف الثلاثي الحاكم في البلاد . وكان المقترح الخاص باقامة" حكومة كفاءات " قد قوبل بتاييد قوى المعارضة السياسية والمنظمات النقابية وارباب العمل ومكونات المجتمع المدني التونسي الذين شددوا على ان هذه المبادرة " تشكل الطريقة المثلى لاخراج البلاد من الانسداد السياسي واعادة الاستقرار في ربوع البلاد بعد عامين من قيام ثورة الياسمين التي اطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011 . وراحت حركة النهضة الاسلامية الى ابعد من ذلك حينمااعربت عن" نيتها" في تكليف شخصية اخرى من اجل تشكيل حكومة سياسية ائتلافية جديدة في حال تشبت السيد حمادي الجبالي باقامة حكومة تكنوقراطية . وشددت على" تمسكها بخيار" تشكيل حكومة سياسية ائتلافية وذلك على اساس شرعية انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت في اكتوبر من عام 2011 " كما ابرزت "ضرورة " استكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي وذلك "بالإسراع في انجاز الدستور وتنظيم انتخابات ديمقراطية " . وحذر زعيم حركة النهضة الاسلامية الشيخ راشد الغنوشي من" محاولات اقصاء" حزبه معتبرا ذلك بمثابة" خطر على أمن البلاد وتجاوز للشرعية" واصفا حركته بأنها "العمود الفقري لتونس " وبان اي مسعى لتمزيقها قد "يعرض وحدة البلاد الى الخطر بالنظر الى الوزن الاجتماعي والسياسي التي تحظي به وفق تعبيره.