خرج الاف من أنصار حركة" النهضة الاسلامية" يوم السبت في مظاهرات بالعاصمة التونسية للتعبير عن"مساندتهم وتاييدهم لشرعية الحكم" وذلك غداة اعلان رئيس الحكومة المؤقتة عن قراره بتشكيل حكومة تكنوقراطية جديدة غير متحزبة الامر الذي رفضته حركة النهضة جملة وتفصيلا . وردد المتظاهرون هتافات تؤكد شرعية المجلس التاسيسي الذي فاز نواب حركة النهضة بمعظم مقاعده كما حملوا شعارات تؤيد استمرار حزبهم في تسيير وقيادة الحكومة ورفض تشكيل حكومة الكفاءات التي اعلن عنها مؤخرا رئيس الجهاز التنفيذي . وأبرزوا ان الاقتراحات الهادفة الى حل المجلس الوطني التأسيسي الغرض منها "احداث "حالة من الفراغ السياسى مم"ايدخل "البلاد فى أتون الفوضى . وكان قياديو حركة النهضة الاسلامية قد اكدوا" رفضهم"لتشكيل حكومة تكنوقراطية كون البلاد" مازالت في حاجة الى حكومة سياسية ائتلافية"على اساس الانتخابات التي نظمت في 23 اكتوبر 2011 والتي افضت الى اقامة التحالف السياسي الثلاثي الحاكم المتمثل في احزاب النهضة والمؤتمر والتكتل . وحمل المتظاهرون شعارات مضادة للدعوات التي اطلقتها قوى المعارضة والرامية الى حل المجلس التاسيسي في اعقاب اغتيال السياسي المعارض شكري بلعيد فيما نددوا ب "التدخل الفرنسي" في الشؤون التونسية الداخلية عقب تصريحات وزير الداخلية الفرنسي التي اتهم فيها حركة النهضة الاسلامية ب "الفاشية الاسلامية"والذي اعرب فيهاعن" امله في فوز" القوى الديموقراطية والعلمانية بالانتخابات المقبلة كي "تتحقق قيم ثورة الياسمين". ويرى المراقبون ان هذه المظاهرات جاءت كرد فعل على المسيرات العارمة التي شهدتها مختلف ارجاء البلاد والتي عبر خلالها المحتجون عن "ادانتهم" لحركة النهضة الاسلامية و"رفضهم" للمليشيات " المسماة " رابطات حماية الثورة"المقربة من حركة النهضة . وتتزامن مظاهرات انصار حركة النهضة الاسلامية مع اصرار رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي على تشكيل "حكومة الكفاءات المصغرة" وذلك على الرغم من "الرفض البات "الذي ابدته قيادة حركة النهضة . ويرى المحللون السياسيون ان السيد حمادي الجبالي باتخاذه قرار تشكيل حكومة تكنوقراطية فانه ينوي" الاستعانة" بالكفاءات الغير متحزبة وبممثلين عن المجتمع المدني وبالتالي" التحرر من القيود التي فرضت عليه" من طرف المتشددين ين في الحزب الذي ينتمي اليه اي حركة النهضة الاسلامية . ولفتوا الى وجود ازمة حادة داخل حركة النهضة الاسلامية "انعكست بشكل سلبي" على الوضع العام للبلاد التي اصبحت تعيش على وقع توترات اجتماعية حادة ووسط حالة من الاحتقان السياسي قد يؤدي الى واقع أسوأ . لذا فان حمادي الجبابلي اقترح حكومة "محايدة سياسيا" تسهر فقط على تسيير شؤون الدولة في انتظار اجراء الانتخابات العامة الرئاسية منها والبرلمانية خلال الاشهر القليلة القادمة بعد اعداد الدستور الجديد الذي تتوقف عليه كل الاستحقاقات.