افتتحت اليوم السبت بقالمة أشغال الملتقى الوطني الرابع حول الرئيس الراحل محمد بوخروبة المعروف بهواري بومدين تحت شعار "مرجعية النموذج التنموي في عهد بومدين على ضوء التجارب التاريخية ". وتميز افتتاح هذا اللقاء المنظم على مدار يومين تزامنا مع إحياء الذكرى ال42 لتأميم المحروقات وذلك بالقاعة متعددة الرياضات ببلدية هواري بومدين (30 كلم غرب قالمة) بعرض شريط فيديو كان له بالغ التأثير على الحاضرين لما تضمنه من مواقف للرئيس الراحل وكذا مراسم تشييع جنازته والتأبينية المؤثرة التي ألقاها السيد عبد العزيز بوتفليقة . وثمن بالمناسبة الخبير الاقتصادي الدولي الجزائري مالك سراي في مداخلته بعنوان " الخيارات التنموية للرئيس الراحل بومدين " الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة الجزائرية مؤخرا لإعادة الاعتبار للوحدات الصناعية العمومية و مساعدتها على النهوض مجددا على غرار قطاعات الجلود والنسيج والصناعات الخفيفة. وأضاف بأن الجزائر في مرحلة التسعينيات فقدت أكثر من 48 بالمائة من قدراتها الصناعية تحت الضغوطات التي طبقت عليها من طرف صندوق النقد الدولي وبعض الهيئات المالية الأخرى مشيرا إلى أن النهوض بالقطاع الاقتصادي متعدد الجوانب هو إحدى الأولويات الضرورية للنجاح. و ذكر كذلك بأن الصناعة الجزائرية في عهد الرئيس بومدين كانت تشارك في الناتج الخام الوطني بنحو 20 بالمائة بالرغم من عدم توفر آنذاك اليد العاملة المؤهلة و نقص الإطارات المسيرة مضيفا بأن معدل نمو التنمية الصناعية لجزائر السبيعينيات وصل هو أيضا إلى 60 بالمائة . و من جهته خصص الأستاذ الدكتور خير الدين معطى الله من جامعة قالمة محاضرته في هذا الملتقى الوطني المنظم بالتنسيق بين بلدية هواري بومدين وجمعية ''الوئام'' الثقافية للحديث عن النهضة التنموية الكبيرة التي شهدتها الجزائر في الفترة بين 1965 إلى 1979 مشيرا إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى توفر المحيط المناسب للتنمية المتعددة الجوانب التي كانت إحدى أولويات الرئيس الراحل. وقدم المحاضر نظرته الشخصية لنجاح سياسة هواري بومدين في مجال إرسال البعثات إلى الخارج معتبرا بأنها كانت تهدف من جهة أولى إلى تكوين إطارات ذات كفاءة قادرة على كسب معركة التعليم خاصة في الجامعات لكنها من الناحية الأخرى كانت تساهم في نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة . وتجدر الإشارة إلى أن محاضرات أخرى عديدة مبرمجة في هذا الملتقى إضافة إلى تنظيم زيارة لمسقط رأس الرئيس الراحل بمنطقة "العرعرة" بأعالي جبال بني عدي بحمام دباغ بولاية قالمة.