افتتحت أمس الاثنين بقالمة أشغال الطبعة الثانية للملتقى الوطني حول حياة الرئيس الراحل محمد بوخروبة المعروف بهواري بومدين تحت شعار " من أجل دولة لا تزول بزوال الرجال والحكومات" وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى ال 32 لرحيله (27 ديسمبر 1978). وتميز افتتاح هذه الطبعة الثانية التي تنظم لمدة يومين بالتنسيق بين بلدية هواري بومدين وجمعية "الوئام" الثقافية وكذا جمعية "كتاب البديل" الولائية بتدشين السلطات الولائية المدنية والعسكرية للجدارية العملاقة المخلدة لصورة الرئيس الراحل على المدخل الرئيسي للبلدية والتي رسمها الفنان التشكيلي ابن الولاية جمال الشاذلي على مربعات من الخزف. وألقيت في اليوم الأول من الملتقى الذي تحتضن أشغاله قاعة المحاضرات بثانوية البلدية محاضرة من طرف الأستاذ مصطفى سريدي مفتش اللغة العربية المتقاعد بقالمة وصديق الطفولة للرئيس الراحل هواري بومدين بعنوان "محمد بوخروبة ..بومدين الطفل والشاب أو بومدين كماعرفناه" تطرق فيها إلى بعض الجوانب الخاصة المميزة لشخصية زعيم الجزائر الراحل. وبعد تعرضه لمولد الرئيس محمد بوخروبة يوم 23 أوت 1932 بمنطقة العرعرة دوار بني عدي بلدية هواري بومدين التي تبعد بنحو 12 كلم تقريبا (جنوب غرب قالمة) من أب فلاح متواضع هو الحاج ابراهيم و أم اسمها بوهزيلة تونس ذكر الأستاذ سريدي بأنه كان يدرس مع الرئيس الراحل في نفس القسم بمدرسة " ألمبير" وسط مدينة قالمة والمعروفة حاليا بإكمالية محمد عبده. وتعرض المحاضر في سرده لصفات التلميذ محمد بوخروبة حينها بأنه عندما جاء إلى مدينة قالمة لم يجد له ملجأ لأن أباه أودعه وهو في سن السابعة عند رجل يسمى عبد القادر بن إسماعيل ثم تولى أمره حسب الأستاذ سريدي نفسه- سي المسعود الخياط صانع البرانس والقشابيات وكان في حالة من البؤس وشظف العيش لينزل " محمد " بعدها عند خرشيش حسين الطبال لكنه هو الآخر تخلى عنه بسبب قسوة الحياة. وأضاف المحاضر بأن الحاج براهيم بوخروبة لجأ في آخر المطاف إلى أن يسلم ابنه محمد في المرة الرابعة إلى رابح دغمان الذي كان يعمل بمصلحة السكة الحديدية بقالمة والذي أحسن إليه و تعهده بالرعاية حتى كبر. ومن بين صفات الرئيس هواري بومدين وهو طفل ذكر الأستاذ سريدي بأنه كان "صبورا و أنوفا لا يفشي سرا من أسراره ولا يبوح بألم من آلامه" . وأضاف في نفس السياق قائلا " كان محمد معنا ونحن صغار ولم نكن ندري أنه يفكر تفكير الكبار ...كان القرآن الكريم يملأ قلبه ..تميز في المدرسة بحسن الخط والقراءة والتفوق في الحساب وكان ينزل دائما في المرتبة الأولى". لكن ذات يوم -يقول المتحدث- " ثارت ثائرة التلميذ محمد بوخروبة لأنه نزل في المرتبة الثانية". كما تم في الفترة المسائية من الملتقى تدشين معرض للصور نظم على مستوى مكتبة البلدية نفسها تضمن أكثر من 1.500 صورة فوتوغرافية جسدت مختلف المحطات التاريخية التي عاشها الزعيم الراحل هواري بومدين والتي جمعها الفنان بن قيراط فاروق من قالمة خلال مدة تفوق أربع سنوات حسب ما أكده هذا الأخير. تجدر الإشارة إلى أن اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى سيتميز بإلقاء ثلاث محاضرات من طرف أساتذة تاريخ من قالمة وعنابة و باتنة حول بومدين وموقفه من الحركات التحررية العالمية وكذا توجهاته الثقافية. كما سيتم تنظيم زيارة إلى مسقط الرئيس الراحل بمنطقة العرعرة دوار بني عدي.