بات الموقف في سوريا جد حرجا مع استمرار الازمة وما تحمله من تداعيات تنذر بوقوع كارثة انسانية واجتماعية داخل البلاد وعلى مستوى مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة في وقت تبقى الاشتباكات وأعمال العنف السمة الابرز على الساحة السورية. وفي هذا الشان حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيرس اليوم الاربعاء من أن استمرار الازمة فى سوريا ينذر بأزمة انسانية و اجتماعية فى البلاد حاثا المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه "الازمة الانسانية المتصاعدة" في الداخل وكذا بمخيمات اللجوء في الدول المجاورة. وقال غوتيرس في مؤتمر صحفي في عمان "ان الاوضاع الانسانية التي يعيشها الشعب السوري تشكل تهديدا حقيقيا لموارد الدول التي تستضيف اللاجئين في حال استمر الصراع في سوريا". وأكد أنه " آن الأوان لتدخل جدي من المجتمع الدولي لوقف تدهورالاوضاع الانسانية للاجئين والنازحين السوريين في الداخل والدول المحيطة" مشيرا الى ما يشكله ذلك من مخاطر تهدد الامن والسلم في سوريا والمنطقة. واستشهد المسؤول الاممي بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن حيث يعد رابع اكبر مدينة اومنطقة مكتظة بالسكان في الاردن موضحا ان اعداد اللاجئين بحسب تقديرات المفوضية ارتفعت من ثلاثة آلاف لاجئ في اليوم الواحد في وقت سابق الى اضعاف هذا الرقم بعد اشتداد حدة الاقتتال في مختلف المدن والمناطق السورية. وفي سياق متصل قالت منظمة دولية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال في تقرير جديد إن الأطفال في سوريا هم الضحايا المنسيون للصراع في البلاد. وأوضحت منظمة "انقذوا الأطفال" بلندن في تقريرها الذي صدر بعنوان "الطفولة في مرمى النيران" أن الأطفال في سوريا استخدموا ك"حراس" و"مخبرين" و"مقاتلين" وفي بعض الأحيان ك"دورع بشرية". وقدرت المنظمة غير الحكومية في تقريرها الذي أذاعته اليوم هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"عدد الأطفال الذين هم بحاجة عاجلة للمساعدة في سوريا بنحو مليوني طفل أثر الصراع الدائر في البلاد داعية المجتمع الدول ال التدخل . ووفقا لنفس التقرير يعيش العديد من هؤلاء الأطفال في ظروف غير إنسانية تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المستعصية نظرا لافتقارهم للرعاية الصحية. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"حذرت من نشأة جيل ضائع من الأطفال في سوريا بسبب استمرار العنف والنزوح المتزايد للسكان وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية . وقال باتريك ماكورميك المتحدث باسم "اليونيسف" امس في مؤتمر صحفي بجنيف "إنه فيما تدخل الأزمة في سوريا عامها المأساوي الثالث تزداد مخاطر ضياع جيل بأكمله كل ساعة وكل يوم وشهر. روسيا تجلي رعاياها في ظل تواصل العنف وكما سبق لروسيا أن أجلت المئات من رعاياها من سوريا حيث قامت في وقت سابق بإجلاء نحو 200 من رعاياها فقد كشفت وزارة الطوارئ الروسية أنها قامت بإجلاء العشرات من رعاياها المقيمين في سوريا في رحلة خاصة وصلت ليلة أمس الثلاثاء إلى موسكو قادمة من مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا بسبب تواصل أعمال العنف في البلاد. وأوضح متحدث باسم وزارة الطوارئ أن "103 أشخاص من المواطنين الروس ومواطني رابطة الدول المستقلة وصلوا إلى موسكو على متن طائرة من طراز إيل 62". وعلى الصعيد الميداني تواصلت الاشتباكات في حي برزة بدمشق امس ولليوم الثاني على التوالي بين القوات الحكومية واللجان الشعبية من جانب و المعارضة المسلحة من جانب آخر وذلك على إثر اختطاف مسلحين لعدد من المدنيين من حي عش الورور. وذكرت مصادر اعلامية أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع عدد من المدنيين وإصابة آخرين كما شهدت منطقة البحدلية في حى السيدة زينب بدمشق اشتباكات عنيفة الليلة الماضية وحتى اليوم بين وحدات من الجيش السورى والمعارضة المسلحة . وفي مخيم "اليرموك" تصاعدت حدة الاشتباكات أمس بين اللجان الشعبية الفلسطينية والمجموعات المسلحة في شارع فلسطين التابع للمخيم حيث دارت الاشتباكات حول مبنى بلدية اليرموك التي تحاول المعارضة المسلحة التسلل إليه. وأعربت المفوضة العليا للأمن والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون اليوم عن "حزنها العميق" لمقتل أحد المسؤولين في بعثة المفوضية الأوروبية في سوريا داعية إلى ضرورة وقف العنف في البلاد. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اكد امس ان واشنطن تدعو الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة الى الجلوس الى طاولة التفاوض لتشكيل حكومة انتقالية حسب الإطار الذي تم التوصل إليه في جنيف (بروتوكول جنيف)الذي يتطلب موافقة متبادلة من كلا الطرفين حول تشكيل تلك الحكومة الانتقالية". وقال كيري في تصريح للصحافة "ان وجود خلافات داخلية وتوترات واختلافات بالرأي لا مفر منه في كل معارضة تقوم بأي ظرف من الظروف"مشيرا الى انه "لا بد من العمل بشكل فعال مع المجتمع الدولي". فيما أكدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة فى سوريا ان أطرافا إقليمية ودولية لا تريد الحل السلمي في سوريا مشددة رفضها تشكيل حكومة مؤقتة من قبل المعارضة في الشمال لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقسيم البلاد.