الجزائر- لازال الاقتتال المتواصل وأعمال العنف الدائرة في سوريا منذ نحو عامين تدفع بالاف المواطنين الى الفرار باتجاه دول الجوار مخلفة وضعا مأساويا أثار كثير من الاستياء الدولي وفي مقدمته قلق لدى منظمة الاممالمتحدة التي اعلن أن أمينها العام يدرس أفكارا جديدة بهدف ايجاد حل سلمي للازمة من بينها إرسال قوات عسكرية أو قوة أممية لحفظ السلام الى هذا البلد . فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة اليوم بين القوات السورية ومسلحي المعارضة في عدد من مدن ومحافظات سوريا مع استمرار قصف العاصمة دمشق من القوات السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان اليوم الجمعة أن أن مدينة "زملكا" بمحافظة ريف دمشق تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات السورية باستخدام الطيران الحربي مبينا أن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي المعارضة والجيش السوزري عند أطراف مدينة "زملكا" . وشنت طائرة حربية ثلاث غارت جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة بريف إدلب شمال سورية ما أدى إلى أضرار مادية وفق المرصد الذي اضاف أن حيي "جوبر" و"القابون" بمدينة دمشق يتعرضان ايضا للقصف من قبل القوات السورية . وفي مدينة حمص وسط سوريا تعرضت عدة اخياء بها للقصف من قبل القوات السورية فيما اندلعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة وقوات الجسيش السوري على أطراف المدينة. من جهة أخرى أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في تصريح له أن حصيلة قتلى انفجار الحافلة يوم الأربعاء الماضي قرب معامل الدفاع في ريف محافظة حماة في وسط سوريا بلغت 54 شخصا من بينهم 11 امرآة مبينا أن لا علاقة لها بالتصنيع العسكري بل تقوم بصناعة تجهيزات مختلفة من الاغطية والبطاريات والأحذية والملابس . ولازال العنف بسوريا سيد الموقف رغم النداءات الدولية لجميع الاطراف بضرورة نبذه والانخراط في العملية السياسية من أجل حل الازمة سلميا. وقد جدد البيان الختامى للقمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة امس الخميس الدعم لحل سياسى للأزمة السورية واعرب عن مساندته لمهمة الأخضر الإبراهيمى المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية داعيا مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته ووضع نهاية للعنف واراقة الدماء المستمرين فى سوريا وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة السورية. وأكد بيان القمة التزامه القوي بتأمين المساعدات الإنسانية للشعب السوري وحث الدول الأعضاء على التبرع بسخاء لأبناء الشعب السورى بالتنسيق مع الجهات الدولية والإقليمية المعروفة المختصة بهذا الشأن بما فى ذلك الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي لتنفيذ جميع نشاطاتها المتعلقة بالمساعدات الإنسانية فى سوريا. من جهته اعرب الامين العام الاممي بان كي مون عن قلقه ازاء استمرار العنف والأزمة الإنسانية في سوريا ودعا جميع الدول الأعضاء ذات النفوذ إلى حث السلطات السورية وجماعات المعارضة على تجنب المزيد من العسكرة والانخراط في العملية السياسية. وذكرت مصادر أممية رفيعة المستوى امس الخميس أن بان كي مون يدرس حاليا بعض الأفكار الجديدة لإيجاد حل سلمي للصراع العسكري وأعمال العنف الدائرة في سوريا تتضمن بحث إمكانية إرسال قوات عسكرية تتكون من تحالف دولي على غرار القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان يونيفل أو قوة أممية لحفظ السلام. للاشارة هنا فقد اعربت منظمة الأممالمتحدة عن رغبتها في العمل مع منظمة التعاون الإسلامي لمعالجة الأوضاع في سوريا . جاء ذلك في رسالة بعث بها بان كي مون إلى الدورة ال 12 لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في القاهرة. وأكد الامين العام الاممي في رسالته أن "الصراع السوري لا يزال مستمرا ويثير قلقا عميقا وهذه مسؤولية جماعية للمنظمتين لتذكير جميع الأطراف المتحاربة بالتزاماتها بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". ودفع الاقتتال بسوريا الاف السوريين الى النزوح عن ديارهم باعداد هائلة ولدت وضعا متأزما لدى دول الجوارومن بينها الاردن التي توجه في كل مرة دعوات بضرورة اعانتها من قبل المجتمع الدولي لتحمل اعباء هؤلاء اللاجئين. ووفق المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة فان حوالي خمسة الاف سوري يغادرون بلادهم يوميا هربا من اعمال العنف والازمة. وقالت انها سجلت حوالي 787 الف سوري كلاجئين وهو عدد في تزايد كبير مقارنة بنهاية ديسمبر الماضي عندما كان عددهم نحو 515 الفا. وذكرت ادارة الكوارث والطوارىء التركية اليوم ان 250599 سوريا دخلوا تركيا حتى الان وعاد منهم 73212 الى سوريا فيما اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده انفقت حتى الان "اكثر من 600 مليون دولار" على اللاجئين السوريين الذين يتوافدون على الاراضي التركية مؤكدا أن بلاده لن تغلق حدودها في وجه النازحين. أما الاردن فقد بلغ عدد السوريين الذين لجأوا للمملكة منذ بداية الأزمة في بلدهم منذ نحو 23 شهرا بلغ 350 ألفا. وفي هذا الاطار قال المتحدث الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود اليوم ان " العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن بلغ 350 ألف لاجئ" مشيرا الى أن أكثر من 49 ألف لاجىء دخلوا الأردن منذ بداية العام الحالي. وأضاف أن 1742 لاجئا سوريا عبروا أمس الى الأراضي الأردنية عبر الشريط الحدودي وتم نقلهم إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق (85 كم شمال شرق عمان) مشيرا الى أن عدد اللاجئين السوريين في المخيم وصل إلى أكثر من 81 ألف لاجئ. ويتوقع الأردن ارتفاع أعداد اللاجئين النازحين إلى أراضيه لأكثر من 700 ألف لاجئ إذا استمرت الأزمة السورية بنفسيي الوتيرة الحالية.