توج الأسبوع الغابي المتوسطي الثالث الذي اختتمت أشغاله ليوم الخميس بتلمسان بمصادقة الوفود المشاركة على "إعلان تلمسان" بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى. ويتمحور إعلان تلمسان حول ثلاث نقاط أساسية وهي "التنمية المستدامة لانتاج المواد والخدمات التي تمنحها الغابة ومختلف الفضاءات الخضراء المتوسطية عن طريق تنفيذ المحاور الاستراتيجية التي تعمل على تحسين تلك المواد والخدمات و تعزيز دور الغابة في التنمية الريفية وترقية الحكامة في الغابات والإصلاحات العقارية". أما النقطة الثانية فتهدف إلى "التكيف مع التغير المناخي من جراء الاحتباس الحراري عن طريق تحسين التنبآت بالحرائق وتبادل الخبرات والتعاون في مواجهة الكوارث التي تمس الغابة". والنقطة الثالثة فيدعو المتدخلون من خلالها إلى "تدعيم طاقات الفاعلين وتعبئة الموارد اللازمة لحسن تسيير النظام البيئي الغابي عن طريق تنمية المعارف والتكوين وتعزيز التعاون الدولي وخلق ميكانيزمات تمويلية جديدة". وأبرز وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسىأن "كل بنود إعلان تلمسان قد تكفلت به الجزائر منذ سنين والتجديد الريفي الذي تقوم بتنفيذه في الأرياف خير دليل على ذلك" مشيرا إلى البرامج الانمائية المدمجة التي تسهر على تطبيقها محافظات الغابات بمختلف ولايات الوطن "لتتكفل بالإنشغالات الإجتماعية وترقية الأقاليم الغابية والمناطق الجبلية". كما شرح بن عيسى فلسفة التجديد الريفي الذي تعمل الجزائر على تنفيذه منذ 2009 والذي يعمل على ضمان ديمومة الموارد وترقية النشاطات النافعة للسكان المعنيين مع إشراكهم الفعال في إعداد وتجسيد مختلف البرامج التنموية. ومن جهة ثانية تابع الحضور شريطا وثائقيا أعدته منظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بعنوان "أقاليم في تغير" يتناول الإهتمام الذي توليه الجزائر للوسط الغابي لحمايته وترقيته. و يذكر أن هذا الأسبوع المتوسطي الذي نظمته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية من 17 إلى 21 مارس تحت عنوان "الغابات المتوسطية في خدمة التنمية المستدامة للبلدان : أية إستراتيجية ينبغي إعتمادها من أجل التكيف مع التغيرات العامة " عرف مشاركة زهاء 200 خبير وباحث من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وعدة هيئات وجمعيات دولية مهتمة بالغابة. وقد شكل اللقاء فضاء للتطرق إلى وضعية الغابات المتوسطية وتعزيز المبادلات وخلق التآزر بين الجهات الفاعلة المعنية بالتسيير المدمج للغابات المتوسطية في ظل الرهانات التي تواجهها بالنظر إلى التطور الإجتماعي والتغير المناخي. يذكر أنه قد تم الإعلان عن تنظيم الأسبوع الغابي المتوسطي الرابع بمدينة برشلونة (إسبانيا). وعقب إختتام هذا اللقاء إنتظمت خرجة تطوعية بهضبة "لالة ستي" بأعالي مدينة تلمسان حيث قامت الوفود المشاركة بغرس شجيرات غابية متوسطية بمناسبة بإحياء اليوم العالمي للغابة (21 مارس). وبهذه المناسبة ذكر الوزير أن عملية التشجير مغروسة في قلوب الجزائريين باعتبار أن أول ما فكرت فيه الجزائر غداة الإستقلال هو التنظيم المكثف للحملات التطوعية الشيء الذي جعل التشجير عادة حميدة لدى كل مواطن. وأبرز إدواردو روخاس محافظ بمنظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة أن "الإحتفال بهذا اليوم العالمي من الجزائر يعد اعترافا لهذا البلد الذي طالب بتغيير التسمية من عيد الشجرة إلى اليوم العالمي للغابة وذلك خلال الجمعية العامة لمجموعة 77 زائد الصين". للإشارة فقد شهدت هذه الجلسة الختامية حضور نائب وزير الغابات والتنمية الريفية للبرتغال فرنسيسكو كوماز دا سلفا ونائب وزير الغابات والري لتركيا نور الدين أكمان وكذا الوزير المستشار الاسباني ألفارو ألابار. كما حضر الجلسة الأمين العام للمحافظة السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر للمغرب عبد الرحيم حومي ومدير التنمية الريفية والموارد الطبيعية للبنان شادي موهانه وممثلي وزارة الفلاحة الفرنسية ووزارة السياسة الفلاحية والغذائية والريفية لإيطاليا وخبراء وباحثين.