تم إبراز التجربة الجزائرية في مجال التجديد الريفي والتشجير ومحاربة التصحر، وذلك خلال اليوم الأول من أشغال الأسبوع الغابي المتوسطي الثالث المنظم حول موضوع "الغابات المتوسطية في خدمة التنمية المستدامة للبلدان "أية إستراتيجية ينبغي اعتمادها من أجل التكيف مع التغيرات العامة". وأوضح أمس الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد فضيل فروخي، أن الجزائر من خلال عمليات إعادة التشجير والمترجمة بغرس حوالي 60.000 شجيرة سنويا "ما انفكت تقوم بالعديد من الأعمال من أجل تعزيز دور الحماية "الذي تمثله الغابات بالنسبة للأقاليم المعرضة بشدة للأخطار المناخية. وأضاف أن الجزائر صادقت على الكثير من الاتفاقيات الدولية المرتبطة بالتنوع البيولوجي وتغيير المناخ ومكافحة التصحر، كما دعمت مبادرات البلدان التي تنشد مسعى مشترك وتضامني بالنسبة للغابات المتوسطية في خدمة التنمية المستدامة، كما تطرق السيد فروخي إلى أسس السياسة الوطنية للتجديد الريفي بالجزائر، حيث "تحتل فيها التنمية الغابية وحماية الموارد الطبيعية والأنظمة الإيكولوجية أعلى درجات الأولوية"، مؤكدا أن "التجديد الريفي يسمح بتطبيق برنامج تنمية مندمجة تتكفل بالانشغالات الاجتماعية وترقية الأقاليم الغابية والمناطق الجبلية لضمان ديمومة المورد وترقية النشاطات النافعة للسكان المعنيين، والذين يتم إشراكهم في إعداد وتجسيد برامج التنمية". وأشار إلى أن "الجزائر ليست ملزمة بضمان الحفاظ على ممتلكاتها الغابية فحسب، بل أنها ملزمة أيضا بتوسيعها من أجل حماية وصيانة 10 ملايين هكتار من الأراضي الجبلية والمهددة بالتآكل، وحماية 32 مليون هكتار من الأراضي السهبية والمسالك المهددة بالتصحر"...، من جهتهم عكف المشاركون في هذا اللقاء الذين يمثلون هيئات دولية مهتمة بالغابة وأقاليمها مثل الشبكة المتوسطية للغابات النموذجية واللجنة التنفيذية لسيلفا مديترانيا والمخطط الأزرق، على دراسة عدة قضايا ذات الصلة بطرق إدماج الغابات بمختلف البرامج الإنمائية من أجل حمايتها من الاستغلال العشوائي والمفرط، وترقية تراثها النباتي والحيواني، والعمل على استثمار الطاقات البشرية والطبيعية المجاورة لها في الأنشطة التي تتماشى مع المحيط وتساهم في التنمية المستدامة. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تشرف عليها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بحضور خبراء من بلدان البحر الأبيض المتوسط وممثلي منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، عرض ومناقشة مشروع الإستراتيجية المدمجة للغابات المتوسطية، كما سيتم أيضا عرض شريط وثائقي حول الغابة بالجزائر، أعدته المنظمة الأممية المذكورة لإبراز الثروات لبعض المناطق كتلمسان والجلفة وبعض الأعمال التي أنجزت لحماية هذا المورد الطبيعي. وينظم على هامش هذا اللقاء الذي سيتوج بتبني "إعلان تلمسان" يوم الخميس المقبل معرض حول الثروات الطبيعية التي تزخر بها غابة تلمسان، إضافة إلى نماذج من الصناعة التقليدية التي يتميز بها السكان المجاورون للغابة.