أحيت بلدية منعة بولاية باتنة اليوم السبت في جو من الخشوع الذكرى ال 57 لاستشهاد أحد رموز الثورة الجزائرية البطل مصطفى بن بولعيد بحضور جمع غفير من المجاهدين بالإضافة إلى السلطات المحلية والأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء . وكانت الوقفة في البداية بقرية نارة التي تبعد عن عاصمة الأوراس بحوالي 80 كلم حيث تم بمقبرتها التي تضم رفات الشهيد مصطفى بن بولعيد تلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء بعد الاستماع للنشيد الوطني . واعتبر الأمين الولائي للمجاهدين السيد مسعود عبيد هذه الذكرى مناسبة لاستذكار مناقب هذا الشهيد الفذ الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر داعيا الشباب الإقتداء به لمواصلة مسيرة بناء وتشييد البلاد . أما الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء فاعتبر رسالة الشهداء من أمثال بن بولعيد و عميروش وسي الحواس عنوانا للاستقامة مما يستوجب المحافظة عليها ومن خلالها حماية الذاكرة الوطنية من الضياع وكذا من المتربصين والمتحاملين على الجزائر . وشدد المتحدث على أن المسؤولية تقع اليوم على الجميع من أجل تطبيق القانون وتدعيم مسعى رئيس الجمهورية في مكافحة الفساد والعمل من أجل أن تكون ال 50 سنة المقبلة من عمر الجزائر المستقلة في مستوى طموحات الشهداء. وبعد ذلك احتضنت متوسطة نارة حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مختلف التظاهرات المنظمة بالمناسبة ومنها جائزة بن بولعيد التربوية بين المؤسسات التربوية. وبالمركب الرياضي ببلدية آريس أشرف المشاركون في الاحتفالات المخلدة لذكرى استشهاد البطل مصطفى بن بولعيد على تسليم الجوائز للفائزين بالمراتب الأولى في سباق نصف ماراطون بن بولعيد ثم تكريم عائلة الشهيد في أجواء بهيجة . وكان المسرح الجهوي بباتنة قد احتضن سهرة أمس الجمعة العرض الأولي لأوبيرات الشهيد مصطفى بن بولعيد بحضور والي الولاية السيد حسين مازوز والعديد من المجاهدين و المثقفين وعشاق المسرح . وتروي أحداث الأوبيرات التي ألفها الدكتور صالح لمباركية وأخرجها عز الدين بن عمر مسيرة هذا المناضل الفذ في رحلته للتخطيط لثورة نوفمبر 1954. وجاءت عبارة عن تناغم بين مقاطع غنائية ولوحات كوريغرافية تتخللها من حين إلى آخر حوارات خاطفة لتقريب المعنى للمتفرج . وتبدأ هذه الأوبيرات التي أنتجتها جمعية الإبداع الفني وتوزيعه بباتنة بومضات من تاريخ الجزائر ممثلة في منطقة الأوراس مرورا بمحطات هامة في كفاح الشعب الجزائري وعدم رضوخه للمستعمر وصولا إلى مجازر 8 ماي 1945 وتنكر فرنسا لوعودها ثم التخطيط للثورة واندلاعها والقبض على مصطفى بن بولعيد . وركزت الأوبيرات على إدخال بن بولعيد إلى سجن الكدية بقسنطينة ثم هروبه الأسطوري منه و أخيرا استشهاده حيث اعتمد العرض بالدرجة الأولى على السينوغرافيا وتوظيف المؤثرات الصوتية والبصرية من خلال استخدام تقنيتي خيال الظل و الداتشو.