سطّرت ولاية باتنة برنامجا متنوّعا بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لاستشهاد البطل مصطفى بن بولعيد حيث ستنظّم بالمناسبة ندوات تاريخية وزيارة مشروع إعادة ترميم مركز التعذيب الشهيد "مسعودي العيد (مركز ليكا سابقا)· سطّرت ولاية باتنة برنامجا متنوّعا بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لاستشهاد البطل مصطفى بن بولعيد حيث ستنظّم بالمناسبة ندوات تاريخية وزيارة مشروع إعادة ترميم مركز التعذيب الشهيد "مسعودي العيد (مركز ليكا سابقا)· برنامج التظاهرة يتضمّن إضافة وضع حجر أساس بناء مسجد بحي بارك افوراج، زيارة مقبرة الشهيد بحي الشهداء الجارية بها أشغال الترميم، وكذا معاينة مشروع إنجاز قاعة علاج لفائدة المجاهدين بحي الاخضرار· من جهتها تستعد قرية "نارة" بأعالي جبال الأوراس ببلدية منعة للاحتفالات ضمن البرنامج برعاية ولاية باتنة لتنشيط التظاهرات التي تتضمن عدّة أنشطة رياضية وتاريخية إلى جانب تقديم محاضرات تاريخية حول الثورة التحريرية · وسيبادر المجلس الشعبي البلدي لبلدية منعة التي حضّرت موازاة مع ذلك للاحتفال بذكرى 19 مارس-عيد النصر- بتنظيم تجمّع أمام ساحة البلدية مع استعراضات كشفية قبل التوجّه للمقبرة للترحّم على أرواح الشهداء الطاهرة لقراءة الفاتحة ورفع العلم الوطني، كما سيلقي ممثل الأسرة الثورية بالولاية التاريخية الأولى كلمة بالمناسبة يتطرّق فيها لمناقب الشهيد وبطولاته في ميدان الشرف· كما سيشمل نشاط السلطات الولائية بالمناسبة تدشين مقر الوكالة المحلية للتشغيل بآريس قبل التوجّه للقاعة المتعددة النشاطات للإشراف على مراسيم توزيع الجوائز على الفائزين في مختلف المنافسات الرياضية والثقافية التي نظمت بالمناسبة، إلى جانب توزيع مقرّرات الاستفادة من المحلاّت المهنية على مجموعة من الشباب · ومن المنتظر أن تجلب المناسبة إليها حضورا مكثّفا، وتشكل فرصة للتواصل واستحضار ذكرى استشهاد أب الثورة الجزائرية مفجّر الثورة التحريرية بالأوراس الذي برز كمجاهد فذّ وبطل شجاع من أجل أن تحيا الجزائر حرّة مستقلة· يعدّ الشهيد مصطفى بن بولعيد نموذجا صادقا في الوطنية وأحد ابرز مفجري ثورة القرن، فقد تولى رئاسة المنظمة السرية في ولاية الأوراس التي عجز الاستعمار الفرنسي عن تفكيكها بالأوراس، ولم تتمكّن من التغلغل في أوساطها رغم عمليات التمشيط الواسعة التي قامت بها قوات الاستعمار في صيف 1952 · التحق الشهيد بالمدرسة الفرنسية لكسب المعارف وتوسيع مداركه العلمية والثقافية واحترف التجارة قبل أن يتنقل إلى فرنسا، فضلا عن مشاركاته في الخدمة العسكرية في ثكنات بجاية، سطيف وقالمة وانضمّ لحزب الشعب سنة 1945 قبل أن ينخرط بحزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية سنة 1946. لقد ساهم التكوين الديني للشهيد مصطفى بن بولعيد في بلورة شخصيته لتجعل منه وطنيا من أولئك الرجال الذين صنعوا التاريخ ولم يرضوا بالاستعمار البغيض، وسبّب له نشاطه الثوري العديد من المتاعب، ممّا دفع بالسلطات الاستعمارية كإجراء انتقامي منه إلى إلغاء رخصة النقل البري التي كان يستغلها الشهيد وقد تعرّض للعديد من المكائد ومحاولات الاغتيال· وفي ليلة الفاتح من نوفمبر اجتمع الشهيد مصطفى بن بولعيد بحوالي 500 مجاهد ليصنع الشهيد التاريخ وشرع في توزيع السلاح المخزون في ضواحي آريس إلى المناطق البعيدة بعدما شكّل أوّل فيلق في الجيش الجزائري الحديث بدشرة أولاد موسى، وألقي عليه القبض في11 فبراير1955 بتونس ليسجن ويحكم عليه بالإعدام وينقل لسجن الكدية بقسنطينة في 16جوان 1955 · وقد تمكنّ رفقة مجموعة من رفقائه في أكبر عملية فرار من هذا السجن يوم11نوفمبر 1955 ليلتحق برفقاء السلاح بالأوراس واستشهد بعد ليلة واحدة من ترؤسه اجتماعا ثانيا لإطارات الناحية الغربية في الأوراس بالجبل الأزرق يوم 22مارس1956 ليلتحق بالرفيق الأعلى في حادثة جهاز ملغّم·