كشف وزير الموارد المائية، حسين نسيب، اليوم الاثنين بباتنة أن تجربة تطهير المياه المستعملة بواسطة جذور النباتات سيتم تعميمها على كل المدن التي يقل عدد ساكنيها عن 5 آلاف نسمة وكذا المداشر والقرى عبر البلاد بعد أن حققت نجاحا كبيرا في جنوب الوطن. وأوضح الوزير خلال زيارة تفقد إلى هذه الولاية أن هذه التجربة غير المكلفة والتي تعتمد على إمكانات طبيعية أثبتت بتقرت (ورقلة) بأنها "تعطي مياها أكثر نقاوة من تلك المستخرجة من محطات التصفية الأخرى وصيانتها تعتمد أساسا على النباتات". وكشف وزير الموارد المائية أن هذه التجربة ستنفذ أيضا بإحدى المؤسسات العقابية على أن توجه نصف كمية المياه المصفاة بهذه الطريقة بغرض الاستغلال داخل المؤسسة والباقي يخصص لأشغال البستنة وبعض المحاصيل التي توكل مهامها إلى النزلاء لتلبية بعض احتياجاتهم. وخلال وقوفه على مشروع توسيع محطة تصفية المياه بالمخرج الشمالي لمدينة باتنة أشار السيد نسيب أن مقدار كميات المياه المستعملة المعالجة في الجزائر ستصل في آفاق سنة 2014 إلى 1 مليار و 200 مليون متر مكعب في السنة مؤكدا على استمرار الدولة الاستثمار في هذا الجانب بالإضافة إلى تحلية مياه البحر. وقال الوزير "ان الضرورة تحتم علينا المحافظة على الموارد المائية من خلال حماية السدود الحالية و تلك التي هي في طور الإنجاز إلى جانب معالجة المياه المستعملة" مؤكدا على ضرورة وضع جهاز لمعالجة المياه القذرة انطلاقا من تجاوز عدد السكان 100 ألف نسمة فأكثر. وبالنسبة لولاية باتنة يرأى الوزير أنه "من الضروري إعادة تأهيل شبكة التطهير بعاصمة الولاية" مذكرا في ذات السياق بتسجيل محطتين لمعالجة المياه المستعملة لفائدة منطقتي بريكة و آريس بالإضافة إلى "النظر في مشكل تلوث كل من الوادي الأبيض و وادي عبدي". وكشف وزير الموارد المائية أنه أعطى تعليمات فورية للانطلاق في دراسة تخص إنشاء محيط فلاحي ببلدية تيمقاد سيستفيد من المياه المحولة من سد يني هارون بميلة إلى سد كدية المدور بحجم 260 مليون متر مكعب في السنة موجهة لمياه الشرب والسقي الفلاحي معتبرا ولاية باتنة مؤهلة للانفتاح مستقبلا على قطاع الفلاحة. وأشار في هذا السياق إلى استفادة باتنة من مشروع لإنجاز سد ببوزينة الذي وصل حاليا مرحلة تقييم العروض إلى جانب سد تبقارت الذي تقدر بطاقة 9 مليون متر مكعب و الذي انتهت به الدراسة وسيعرض في المخطط المقبل. وتفقد وزير الموارد المائية بالمناسبة مشروع تغطية الوادي الذي يقطع مدينة باتنة في شطره الثاني ليلح على ضرورة تهيئة المناطق المجاورة للمرفق بعد الانتهاء من الأشغال به مؤكدا على مراعاة نوعية الأشغال المنجزة. ولدى زيارته للوكالة التجارية الجديدة للجزائرية للمياه بحي بوعقال الشعبي بمدينة باتنة شدد السيد حسين نسيب على "وجوب تحسين الخدمة العمومية المقدمة للمواطن" موضحا في ما يخص رائحة وذوق مياه سد "كدية المدور" التي اشتكى منها السكان بأنها راجعة إلى انخفاض منسوب المياه بالسد و أن "المشكل سيتم القضاء عليه نهائيا بوصول مياه سد بني هارون إلى باتنة". وكان وزير الموارد المائية برفقة بالسلطات المحلية قد تفقد قبل ذلك محطة معالجة وضخ المياه بسد "كدية المدور" عبر الأروقة الثلاثة نحو ولايتي باتنة وخنشلة واستمع إلى شروح حول مشاريع إعادة تأهيل شبكة توزيع ماء الشرب بباتنة وكذا ربط المدينة بسد كدية المدور عن طريق حلقة مدعمة بخزانات. وأوضح الوزير في ختام زيارته أن باتنة ستكون مؤمنة نهائيا بماء الشرب عند انتهاء الأشغال بنظام سد بني هارون الضخم مبديا حرصه الشديد ليكون ذلك "في أقرب الآجال".