شكل رئيس الوزراء في جمهورية إفريقيا الوسطى نيكولا تيانغاي حكومة وحدة وطنية جديدة تضم كافة الأطراف السياسية بعد أسبوع من الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزي واستيلاء متمردي تحالف "سليكا"على مقاليد الحكم في البلاد والذين تعهد قائدهم بتسليم السلطة فور انتهاء المرحلة الانتقالية. وأعلن تيانغاي أمس الأحد عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تضم أعضاء من تحالف التمرد "سليكا" ومعارضين سابقين وممثلين للمجتمع المدني وفقا بناء على ما نصت عليه اتفاقية "ليبرفيل" للسلام الموقعة في ال11 جانفي الماضي بين أطراف الأزمة الثلاثة وهم السلطة والمعارضة والتمرد. وتتألف حكومة تسيير الأعمال التي ستعنى بالتحضير للانتخابات العامة التي ستجرى في غضون ثلاث أعوام من الآن من 34 عضوا بينهم تسعة وزراء ينحدرون من تحالف "سيليكا"المتمرد وثمانية معارضين سابقين ووزيرا مقربا من الرئيس المخلوع فرنسوا بوزيزي أما الوزراء ال16 الباقون فينتمون إلى المجتمع المدني وأحزاب سياسية مختلفة. وقد أسندت حقائب وزارية أساسية إلى ممثلين عن تحالف "سيليكا" المتمرد تمثلت في وزارة النفط ووزارة اللأمن وحقيبة المياه والغابات إضافة إلى وزارة الإتصال فيما يتولى زعيم المتمردين ميشال دغوتوديا الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد حقيبة الدفاع وأبقي على نيكولا تيانغاي في منصبه كرئيس للوزراء. ويرى الخبراء أن ما يميز التشكيلة الحكومية الجديدة في إفريقيا الوسطى كونها تضم أعضاء من غالبية إذا لم يكن كافة أقاليم البلاد. - متمردو "سليكا" يعدون بترك السلطة فور انتهاء المرحلة الانتقالية- وبعد أسبوع من إستيلاء متمردي تحالف "سليكا"على العاصمة بانغي وفرار الرئيس بوزيزي من البلاد عقب عشرة أعوام من الحكم الذي وصل إليه بدوره عن طريق إنقلاب عسكري تعهد زعيم المتمردين ميشال دغوتوديا بالتخلي عن السلطة في غضون ثلاثة أعوام من الآن وعدم خوض الانتخابات الرئاسة المقبلة. وخلال خطاب ألقاه الجمعة الماضية أمام حشد من أنصاره تعهد دغوتودبا ب "تسليم السلطة"في العام 2016 مع نهاية الفترة الإنتقالية التي نصت عليها اتفاقية "ليبرفيل" معربا عن أمله في أن يكون"آخر قائد متمرد رئيسا لإفريقيا الوسطى". وبموجب ما نص عليه اتفاق "ليبرفيل"للسلام الموقع بين السلطة والمتمردين والمعارضة في جانفي الماضي عقب أول زحف لمتمردي "سليكا"نحو بانغي في الفاتح ديسمبر الماضي فليس بإمكان من يقود المرحلة الانتقالية في البلاد الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقرر لعام 2016. وعقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة تعهدت هذه الأخيرة باستعادة النشاط الإداري والإقتصادي في البلاد غدا الثلاثاء المتوقف منذ استيلاء المتمردين على بانغي الأسبوع الماضي بعد مقاومة ضعيفة من القوات الموالية للرئيس المطاح به فرانسوا بوزيزي والتي راح ضحيتها نحو ثمانين شخصا وفقا لتقديرات الصليب الأحمر المحلي. ومنذ ذلك الحين تشهد بانغي مظاهر السلب والنهب وتعيش على وقع عمليات سطو وحوادث إطلاق نار زادت من مخاوف موظفي الدولة وحالت دون عودتهم إلى وظائفهم. وقد تسببت الأزمة التي يعيشها البلاد منذ ديسمبر الماضي في نزوح أزيد من 35 ألف شخص إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية حسب تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وفي انتظار ما ستحمله معها حكومة الوحدة الوطنية الجديدة من تغيير للبلاد تبقى أعين العالم شاخصة نحو هذا البلدي الإفريقي الذي ينعم بثروات معدنية كبيرة كانت لتجعل منه أغنى بلد في العالم لولا سلسلة الإنقلابات السياسية التي عاشها منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960.