علق مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي اليوم الاثنين عضوية جمهورية إفريقيا الوسطى في المنظمة وأعلن عن فرض عقوبات على سبعة من قادة تحالف متمردي /سيليكا/ في الوقت الذي يعرب فيه المجتمع الدولي عن قلقه مما تشهده البلاد وإدانته لسيطرة المتمردين على العاصمة بانغي. وأعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي تعليق مشاركة جمهورية إفريقيا الوسطى في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي على الفور -حسب ما اعلن مفوضها السيد رمطان لعمامرة- وفرض عقوبات وقيود على السفر وتجميد أرصدة قادة /سيليكا/ وبينهم رئيسها ميشال دجوتوديا". وأدانت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي انكوسازانا دلاميني زوما اقتحام العناصر المسلحة لتحالف /سيليكا/ المتمرد العاصمة بانغي معتبرة أن الاستيلاء على السلطة بالقوة "يشكل انتهاكا صارخا للقانون التأسيسي للاتحاد الافريقي واعلان لومي بشأن التغييرات غيرالدستورية للحكومات والميثاق الافريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم وكذلك لقرارات الاتحاد الافريقي بشأن الرفض المطلق للجوء للعصيان المسلح بهدف الدفع بمطالب سياسية". ويأتي قرار الاتحاد الافرقي تعليق عضوية افريقيا الوسطى عقب إعلان متمردي تحالف /سليكا/ سيطرتهم على عاصمة البلاد إثر فرار الرئيس فرانسوا بوزيزي. بوزيزي يفر إلى الكامرون وعائلته تلجئ إلى الكونغو الديمقراطية وبعد تضارب الآراء حول توجه الرئيس فرانسوا بوزيزي الى جمهورية الكونغو الديمقراطية اثر اختفاء اثره مباشرة عقب اقتحام متمردي تحالف /سليكا/ للقصر الرئاسي وسقوط العاصمة بانغي أعلن مصدر بوزارة الدفاع الكاميرونية أن رئيس أفريقيا الوسطى وصل مساء أمس الأحد على متن مروحية رئاسية إلى مطار باتوري عاصمة /كادي/ شرق الكاميرون برفقة ابنيه مساعده. ووفقا لما أعلن عنه في بانغي فإن بوزيزي كان قد غادر القصر الرئاسي قبل حوالي 30 دقيقة من قيام المتمردين بمهاجمة القصر. وجاء الإعلان عن دخول بوزيزي إلى الكامرون عقب لجوء عائلته إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد أن قطعت نهر /أوبانغي/ للوصول إلى /زونغو/ إحدى مقاطعات الاكواتور في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأكدت السلطات الكونغولية بأن عائلة الرئيس بوزيزي لها الحق في الحماية كأي لاجئ فر من الحرب في بلده الأصلي. تحالف /سليكا/ يتعهد باحترام "اتفاق ليبرفيل" ويتكلم عن اجراء انتخابات وبرحيل الرئيس بوزيزي عن سدة الحكم أكد متحدث باسم متمردوا /سليكا/ أن هدف التحالف "قد تحقق وأنه بات الآن بالإمكان التحرك لإجراء انتخابات ديمقراطية". ومن جهته أكد زعيم التحالف ميشال دجوتوديا الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد أنه "سيحترم اتفاقات السلام الموقعة في جانفي في ليبرفيل". وأشار إلى أنه لن يقيل رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية نيكولا تيانغايي الذي كان أحد ابرز معارضي بوزيزي وأنه سينظم "انتخابات حرة وشفافة في غضون ثلاثة أعوام". وكان بوزيزي والمعارضة قد وقعا في 11 جانفي الماضي في ليبرفيل اتفاقا برعاية المجموعة الاقتصادية لوسط إفريقيا والاتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي وبقية المجتمع الدولي يقضي بوقف اطلاق النار على الفور وقيام فترة انتقالية من سنة مع حكومة وحدة وطنية برئاسة نيكولا تيامغاي أحد زعماء المعارضة تضم وزراء من التيار الرئاسي ومن المعارضة الديمقراطية وخمسة ممثلين عن حركة التمرد. المجتمع الدولي يدين سيطرة المتمردين على بانغي ويدعو إلى ضبط النفس وفي أعقاب سيطرة المتمردين على العاصمة بانغي أعرب المجتمع الولي عن إدانته الشديدة للهجوم معتبرا إياه "انتهاكا صارخا" لاتفاقيات ليبرفيل وداعيا في الوقت ذاته كل الاطراف الهدوء وضبط النفس. فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم ماوصفه ب "الاستيلاء غير الدستوري على السلطة" في جمهورية افريقيا الوسطى مطالبا بإعادة النظام الدستوري إلى البلاد معربا عن قلقه العميق إزاء الانباء التي تحدثت عن وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان. وقصد احترام سيادة القانون دعا بان كي مون إلى الهدوء مؤكدا أن الاممالمتحدة اتخذت كل الاحتياطيات لحماية موظفيها هناك. وقررت الأممالمتحدة إجلاء جميع موظفيها غير الأساسيين من بانغي فيما وسيتم نقل موظفيها مؤقتا إلى ياونديه بالكاميرون. ومن جهتها حثت الصين كافة الأطراف المعنية على العمل انطلاقا من المصالح الرئيسية للأمة والشعب والعمل على استعادة النظام وحماية الوحدة الوطنية والاستقرار. وكانت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الغربية والافرقية أبدت قلقها غزاء ما تشهده جمهورية إفريقيا الوسطى من أعمال عنف قتل على إثرها 13 عنصرا من قوات حفظ السلام وأصيب 27 آخرون خلال اشتباكات مع المتمردين مع المتمردين. وتم نشر حوالي 200 جندي من قوات حفظ السلام في جانفي الماضي في البلاد المضطربة لدعم القوات الحكومية عقب هجوم شنه المتمردون في مطلع ديسمبر الماضي.