أشادت الصحافة الدولية بمناقب أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة الذي توفي يوم الأربعاء الفارط عن عمر يناهز 96 عاما، مبرزة في مختلف عناوينها الصادرة أول أمس، “نضال” و”كفاح” الرئيس الراحل من أجل استقلال الجزائر،كما ذكرت بالمسار الكفاحي ل”أب الاستقلال الجزائري” أثناء الحقبة الاستعمارية وما بعد الاستقلال، مجمعة على أنه كان رمزا من رموز الجزائر. الصحافة التونسية تبرز نضالات الرئيس الراحل أحمد بن بلة تناولت الصحافة التونسية الصادرة، أول أمس، بإسهاب وفاة الرئيس الجزائري الأسبق احمد بن بلة مبرزة كفاحه المرير من اجل استرجاع سيادة الجزائر وعزتها، حيث كتبت صحيفة الصباح تقول أن الفقيد أمضى معظم حياته في النضال ضمن الحركة الوطنية في مواجهة جيوش الاستعمار الفرنسي، كما أمضى جزء من حياته في السجن خلال الحقبة الاستعمارية، كما ذكرت الجريدة أن الراحل انضم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية وقاد عمليات بطولية من بينها الهجوم على بريد وهران عام 1947 مع شخصيات أخرى لعبت دورا هاما في مرحلة التحرير الوطني مثل آيت أحمد ورابح بيطاط. وبدورها ذكرت صحيفة “الصريح” بأن الرئيس الجزائري الأسبق ترأس بداية من عام 2007 مجلس الحكماء الأفارقة الذي يقدم استشارات لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشان الوقاية من النزاعات وتسويتها، حيث تطرقت الصريح لتاريخه النضالي فأكدت أن الفقيد الذي نشا في منطقة قرب الحدود الجزائرية المغربية كان شخصية قيادية في حرب التحرير الجزائرية من أجل استقلال البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن وفاته تزامنت مع الذكرى الخمسين استقلال الجزائر. ومن جهتها كتبت صحيفة التونسية أن أحمد بن بلة لعب أدوارا هامة في تاريخ الجزائر قبل الاستقلال وبعده وبينت أنه يعد من ابرز الوجوه السياسية الجزائرية لكن مرضه أبعده عن الحياة السياسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، أما صحيفة الصحافة فقد أكدت أن أحداث 8 ماي 1945 التي وقعت في سطيف وخراطة وقالمة التي سقط خلالها زهاء 45 ألف شهيدا، كان لها التأثير البالغ على حياة احمد بن بلة النضالية والسياسية، حيث انضم إلى حزب الشعب الجزائري ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية، مبرزة مشاركته في مؤتمر جبهة التحرير الوطني في طرابلس بليبيا، كما ذكرت الصحافة أن احمد بن بلة ربط علاقات »عميقة« مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وساند أفكاره القومية إلى درجة انه انتهج النهج السياسي والإيديولوجي الذي كان يتبعه عبد الناصر. الصحف الروسية تلقب الراحل بن بلة ب”بطل الاتحاد السوفيتي” في الجزائر عن وفاة أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة الذي تولى الرئاسة في الجزائر من عام 1963 لغاية جوان 1965، قالت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إن أحمد بن بلة ثاني زعيم دولة أجنبية، بعد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، أكرمه الاتحاد السوفيتي بأسمى أوسمته، وسام “بطل الاتحاد السوفيتي” وأيضا وسام “لينين”، وذكرت الصحيفة أن أحمد بن بلة كان نصيرا كبيرا لسياسة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وراهن على الجيش والفقراء، وقاد الجزائريين إلى بر الاشتراكية وسلطة الشعب معتمدا على مساعدة الإخوة السوفيت. وأكرمته موسكو وفقا لقرار الزعيم السوفيتي خروشوف الذي وجد أحمد بن بلة شبيها له في أيام شبابه الثوري. وفي الجزائر انتقده أنصاره السابقون بسبب صداقته مع موسكو على حساب حل القضايا الاقتصادية، وتمكن أحمد بن بلة من استعادة هيبته وسمعته الطيبة في عيون الجزائريين بعد أن عاد إلى وطنه في عام 1990. الصحافة الفرنسية تتأسف لرحيل بن بلة أحد صانعي استقلال الجزائر تحدثت الصحافة الفرنسية، أول أمس، عن المصير غير المتوقع لأول رئيس للجزائر المستقلة الفقيد أحمد بن بلة الذي وافته المنية عشية أمس، عن عمر يناهز 96 سنة والذي لن يحتفل هذه السنة مع شعبه بالذكرى ال50 لاستقلاله، في هذا السياق كتبت صحيفة “لوموند ” غريب منطق هذا القدر، فأحمد بن بلة 96 سنة لن يشهد بلده الجزائر تحتفل بال5 جويلية الذي يصادف الذكرى ال50 لعيد استقلالها، مذكرة بأنه على غرار عديد الجزائريين فان التزام “سي أحمد” بالنشاط النضالي من أجل الاستقلال قد بدا سنة 1945 مع مجازر ال 8 ماي في كل من سطيف وقالمة وخراطة، وجاء في ذات الصحيفة أن بن بلة قد أصبح حينها مسؤولا محليا في حزب الشعب الجزائري ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية الذي خلفه، مذكرة بان الراحل بن بلة الذي انتخب نائبا محليا في مسقط رأسه قد أصبح شيئا فشيئا يعتبر من “أخطر الناشطين المطلوبين” من الشرطة الفرنسية. من جانبها عادت صحيفة “لوفيغارو” إلى شخصية الراحل بن بلة من خلال حديث مع “بن جامين ستورا” “المختص في تاريخ الجزائر المعاصرة، وعن سؤال حول موقع أحمد بن بلة في جزائر اليوم أوضح المؤرخ أنه يعد قبل كل شيئ أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة وبالتالي “قيمة رمزية كبيرة”، وفي تعليقه عن “حضوره” آخر عملية لتنصيب الرئيس بوتفليقة سنة 2009 بعد سنين من المنفى والعزلة عن الساحة السياسية الوطنية، أوضح ستورا أن ذلك كان “دعما وطنيا”، بما أن الراحل بن بلة كان بمثابة مغزى قوي وما يمثله للجزائر إذ يعتبر رمز انتقال الجزائر إلى الاستقلال، كما أشار المؤرخ إلى أن الحديث عن هذه الشخصية اليوم يكتسى أهمية خاصة في الوقت الذي تستعد فيه الجزائر للاحتفال بالذكرى ال50 لاستقلالها، مضيفا أنه كان “زعيما وشخصية تعرف مخاطبة الناس والجماهير”، كما كانت له علاقة كاريزماتية في الحقل السياسي. أما صحيفة “لومانيتي” فكتبت أن بن بلة قد حاول تطبيق “الاشتراكية المسيرة ذاتيا” بعد تسلمه السلطة في سبتمبر 1962، وتابعت الجريدة اليسارية أنه كان يؤيد برفقة الكوبي فيدل كاسترو والمصري جمال عبد الناصر والهندي نيهرو والصيني ماو تسي تونغ تبني الكفاح “المناهض للإمبريالية” و”عدم انحياز” العالم الثالث الناشئ، في ذات السياق عادت “واست فرانس” إلى إحدى الأحداث النضالية للرئيس الجزائري الأسبق الذي كان رهن الإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر في قصر فيسارديار بتوركان من 20 ماي إلى 26 أكتوبر 1961، كما أضافت نقلا عن مالك القصر أنيك بواتفان ...أن القصر كان مستأجرا من وزارة العدل التي استعملته كمخيم صيفي ثم كمركز تقاعد لمستخدمي الوزارة و تم تسخيره من أجل إقامة بن بلة وأربعة قادة آخرين من جبهة التحرير الوطني الذين خرجوا من السجن بعد توقيفهم سنة 1956 وظلوا في توركان رهن الإقامة الجبرية من 20 ماي إلى 26 أكتوبر 1961. كما أسهبت الصحافة الفرنسية في تناول بيان المرشح الاشتراكي للرئاسيات “فرانسو هولاند”، الذي حيا ذكرى ذلك الذي “سيظل بالنسبة للفرنسيين والجزائريين أحد رموز حقبة تاريخية مصيرية لبلدينا، مشيرا المرشح الاشتراكي في الأخير إلى اللقاء الذي جمعهما خلال إقامته الأخيرة في الجزائر في شهر ديسمبر 2010، مضيفا أنه بعد 50 سنة من استقلال الجزائر وبعد أسابيع من ذكرى اتفاقيات ايفيان أمل في أن يتمكن الشعبين الجزائري والفرنسي من بدء مرحلة جديدة من التعاون. الصحافة الإيطالية تبرز المسار الكفاحي لأب الاستقلال الجزائري خصصت وسائل الإعلام الإيطالية عناوينها الرئيسية الصادرة، أول أمس، لوفاة الرئيس السابق أحمد بن بلة مبرزة مساره منذ الحرب العالمية الثانية إلى استقلال الجزائر، حيث كتبت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” تحت العنوان الذي تداولته أغلبية الصحف الإيطالية برحيل أحمد بن بلة في سن يناهز 96 عاما فإن الجزائر تفقد أب الجزائر العصرية ورئيسها الأول بعد الاستقلال،كما ذكرت الوكالة كفاح الرجل الذي كان رائدا في مناهضة الإمبريالية والذي تم سجنه لمدة 24 سنة، وقد حاول الرئيس السابق المولود في 25 ديسمبر 1916 في وسط عائلة من الفلاحين إقامة نوع من الاشتراكية بتسيير ذاتي بعد توليه السلطة في سبتمبر 1962. ومن جانبها أبرزت القناة التلفزيونية العمومية “راي1 ” توديع بن بلة أب الجزائر العصرية، مشيرة إلى أن هذه الشخصية الشعبية قد كانت الرائدة في محاربة الاستعمار وكذا بين دول عدم الانحياز خلال الحرب الباردة، وعنونت الصحيفة الاقتصادية “إل سول 20 أورا”: “وفاة بن بلة بطل الجزائر الحرة والحرب العالمية الثانية”، وكان المناضل أحمد بن بلة الذي رحل في سن يناهز 96 سنة بالجزائر أول قائد للجزائر بعد ثورة الاستقلال ضد فرنسا سنة 1962، كما واصلت الصحيفة التي أضافت أنه “بطل الحرب العالمية الثانية” والذي تم تقليده من طرف الجنرال ديغول لمشاركته في معركة مونتي كاسينو”. من جهة أخرى، كتبت الصحيفة الإلكترونية “فوكيس” بوابة منطقة المتوسط والشرق الأوسط لقد رحل بن بلة أب الاستقلال الجزائري، مشيرة إلى أن الجزائر التي تم احتلالها على مدار أكثر من قرن كانت تعتبرها فرنسا كإقليم تابع لها بينما لم يستفيد مواطنو هذا الإقليم خلال تلك الفترة من نفس الحقوق التي كان يتمتع بها المستعمر المحتل. العناوين الصحفية الأمريكية تصف الراحل بن بلة ب “زعيم الثورة الجزائرية” كما نشرت اليومية الأمريكية “واشنطن بوست” نبذة عن حياة الراحل بن بلة حيث وصفته ب”زعيم الثورة الجزائرية”، كما اعتمدت الصحيفة الأمريكية على كتابات وشهادات الأستاذ ويليام ب. كاند من جامعة فرجينيا ومؤلف كتاب “الثورة والزعامة السياسية: الجزائر 1954-1968′′، ومن جهة أخرى تطرقت يومية “نيويورك تايمز” الأمريكية لمسار الرئيس الجزائري الأسبق من خلال نشر مقاطع من التصريحات التي سبق له أن أدلى بها إلى بعض الصحف الدولية، كما أعادت اليومية الأمريكية نشر تصريح بن بلة التالي “حياتي كلها كفاح، هو كفاح شرعت فيه وعمري 16 سنة واليوم وقد بلغت 90 لم تتغير محفزاتي ونفس الحماس لازال يرافقني”. الصحافة الإفريقية: “سيظل بن بلة بالنسبة للجزائريين رمزا تاريخيا” ومن جهتها، اثنت الصحافة الإفريقية بالرئيس الراحل أحمد بن بلة لاسيما الصحفي السنيغالي المعتمد لدى الأممالمتحدة ومدير المجلة الإفريقية الإلكترونيةwww.ContinentPremier.com الحاجي غورغي واد إندوي الذي كتب “بن بلة رجل تسامح وهو الذي طالما رفض إبداء أية كراهية اتجاه هؤلاء الذين طغوا على شعبه والذين كافح ضدهم”، وبالنسبة للصحف الأخرى ومواقع الإنترنيت الإفريقية سيظل بن بلة بالنسبة للجزائريين رمزا تاريخيا سيقترن اسمه ابد الدهر باستقلال الجزائر”، ومن جهته وصف الموقع الالكتروني السنغالي seneweb.com بن بلة ” بالرجل التاريخي الذي يتمتع بمسيرة مذهلة”، وضمن افتتاحيته أول أمس، كتب الموقع courrierinternational.com أن بن بلة كان ” بطلا في مكافحة الاستعمار الفرنسي” و»قطبا عرف كيف ينقش اسمه في تاريخ الجزائر”، أما صحافة جنوب إفريقيا ومن خلال الموقع africajournalismtheworld.com فقد عقلت على وفاة أول رئيس جزائري إذ كتبت تقول أنه كان »عضوا مؤسسا في المنظمة الخاصة وكافح الاستعمار”، مؤكدة على أن الفقيد كان رجلا ” معتدلاو رجل سلم”، ويعد بن بلة بالنسبة لصحافة جنوب إفريقيا “أب استقلال الجزائر” باشر سلسلة من الإصلاحات الفلاحية والتسيير الذاتي الذي تضمن تأميم أكبر شركات الاستعمار. الصحافة البلجيكية تصف الفقيد ب”الشخصية البارزة في استقلال الجزائر” كما وصفت الصحافة الأوربية، لا سيما البلجيكية بن بلة ب” الشخصية البارزة” في استقلال الجزائر حيث ناضل أيضا ضد ” العولمة الرأسمالية”، كما ذكرت الصحافة البلجيكية بدعم بن بلة للمصالحة الوطنية في الجزائر، ومن جانبه نشر موقع الشبكة العنكبوتية ” ماركسيست أوبدات” مقالا كتبه بن بلة بمناسبة إحياء الذكرى ال 30 لوفاة تشي غيفارا تحت عنوان ” تشي غيفارا وكوبا والثورة الجزائرية”، حيث أدلى بن بلة في هذا المقال بشهادته حول تشي غيفارا الذي كان يعشقه إلى درجة أنه كان يعلق صورته بمنزله العائلي بمدينة مغنية.