سلط الضوء يوم الثلاثاء على أهم مراحل مسيرة الشيخ فضيل الورثيلاني (1906-1959) و نضاله ضد المستعمر في ثاني و آخر يوم من الندوة الفكرية المخصصة لهذا المفكر الجزائري ببني ورثيلان (90 كلم شمال سطيف). و في مداخلة بعنوان "فضيل الورثيلاني ذاكرة جيل" ذكر الأستاذ محمد الصغير بن لعلام وهو جامعي و عضو سابق بالمجلس الإسلامي الأعلى بأن الشيخ و بعد مغادرته مسقط رأسه عام 1928 نحو مدينة قسنطينة تتلمذ على يد رائد الإصلاح الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس حتى أضحى مساعدا له بعد أربع سنوات من ملازمته له و عضوا نشطا بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. و من خلال اتصاله بالعلامة عبد الحميد بن باديس نمت الروح الوطنية لفضيل الورثيلاني وعين في 1934 لتأطير الجزائريين المنفيين بفرنسا حسب ما أوضح بن لعلام مذكرا بالجهود التي بذلها فضيل الورثيلاني من أجل توعيتهم بالروح الوطنية ومبادئ الإصلاح. وعمل فضيل الورثيلاني خلال عدة سنوات على نشر مبادئ الإسلام و الدفاع عن القضية الوطنية حسب ما أشار إليه ذات الجامعي الذي كان رئيسا لدائرة قنزات بولاية سطيف. و أضاف ذات الجامعي بأن فضيل الورثيلاني أسس سنة 1941 "اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر" كما شارك مع التونسي محمد لخضر بن الحسين في تأسيس "جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا". و ركز من جهته السيد بلقاسم بن طالبي مدير متحف المجاهد بولاية برج بوعريريج في مداخلته على دور زوايا القرآن في حفظ كيان الأمة من المسخ و الذوبان حيث تطرق إلى "زاوية فريحة" التي تقع على بعد 16 كلم عن دائرة بني ورثيلان و التي أسسها الشيخ سيدي يحيى أوموسى في القرن ال15 و دورها الحاسم إبان الثورة التحريرية المجيدة. كما نشط مؤرخون آخرون و جامعيون و مجاهدون جاؤوا من منطقة بني ورثيلان و من مختلف ولايات الوطن عديد الندوات المخصصة للمسيرة النضالية للشيخ داخل الجزائر و خارجها. للتذكير تم تنظيم هذه الندوة الفكرية بمناسبة الذكرى السنوية ال64 لوفاة فضيل الورثيلاني بتاريخ 12 مارس 1959 بتركيا و كذا يوم العلم المصادف ل16 أفريل. للعلم ولد فضيل الورثيلاني بقرية عنو بالقرب من بني ورثيلان وتوفي في 12 مارس 1959 بتركيا و نقلت رفاته إلى مسقط رأسه في 1987.