تسلمت مديرية الثقافة بولاية المدية سيفا نادرا يعود للأمير عبد القادر. السيف قدمته إحدى العائلات بالمدينة، كهدية لمتحف الفنون الشعبية لمنطقة التيطري، الذي تم تدشينه الثلاثاء، والذي يضم مجموعة كبيرة من الكنوز التي تعود إلى حقب تاريخية بعيدة، تمثل بقايا تراث العديد من الحضارات المتعاقبة على المنطقة. كشفت مديرية الثقافة بالمدية عما سمته بالمفاجأة والكنز الذي تحصلت عليه من ورثة عائلة رامول التي قدمت سيفا من سيوف الأمير عبد القادر هدية لمتحف الفنون والتراث الشعبي الذي تم تدشينه أول أمس، والذي اتخذ من مقر قيادة الأمير عبد القادر مقرا له بعد عمليات الترميم التي خضع لها، ليتحول إلى متحف يضم تراث منطقة التيطري التاريخية، والذي جمع العديد من الكنوز والموروثات التي تبرز التنوع الثقافي الذي تتميز به المنطقة، خاصة ذلك التنوع الذي يكشف عن التراث البربري والعربي في مختلف مناحي الحياة.السيف الذي قدمه ورثة عائلة رامول ذو قبضة خشبية، وغمده من الفضة الخالصة، يعود تاريخه إلى فترة تواجد الأمير عبد القادر بالمنطقة والتي اتخذها مقرا لقيادة المقاومة في الوسط، حيث دخلت المدينة في دولة الأمير بعد معاهدة التافنة 1837م وبقيت المدينة مركزا للمقاومة حتى تاريخ سنة 1840م، تاريخ احتلال الفرنسيين مجدداً المدينة.وحسب مصادر من المدينة، فإن الكثير من الوثائق الثمينة الخاصة بالأمير عبد القادر ماتزال بحوزة الكثير من عائلات المدينة، والتي تتمسك بها، معتبرة إياه ملكا خاصا بها، كونها توارثتها من تلك الفترة التي مكث فيها الأمير عبد القادر بالمنطقة، وهي الوثائق والمتعلقات الشخصية التي تحصلت عليها هذه العائلات سواء بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة، أو التي عادت إليها من خلال ما أهداه الأمير عبد القادر لأجدادها، خاصة وأن الأمير قد شكل أثناء فترة تواجده بالمنطقة نوعا من النخبة، كثيرة العدد والتي التفّت حوله وناصرته، ومثلها الأعيان وشيوخ القبائل، وهي العائلات التي بقيت محتفظة بهذه الوثائق والمتعلقات الشخصية للأمير كنوع من رأس مال رمزي يشير إلى مكانتها في المجتمع، ويربطها برمز المقاومة الجزائرية.وفي هذا الصدد، تأمل مديرية الثقافة بأن تحذو عائلات المنطقة حذو عائلة رامول، بتقديم ما تحوزه من وثائق ومتعلقات خاصة بالأمير عبد القادر وبخليفته الشيخ البركاني قائد المقاومة في الوسط، بأن تقدم هذه الوثائق إلى المتحف الذي تم تدشينه حتى تكون مرجعا للباحثين، وأدلة علمية للكشف عن الكثير من نقاط الظل التي ماتزال مبهمة حول فترة تواجد الأمير في هذه المنطقة خاصة، والمقاومة الجزائرية بصفة عامة، كون هذه الوثائق التاريخية ملكا للشعب الجزائري وليست لهذه العائلات التي تبقى مشكورة في الاحتفاظ بها وحمايتها من التلف أو الزوال، ولكنها في النهاية ملك وشواهد على الذاكرة الوطنية.