صرح وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس اليوم بتمنراست أن مقاومة كبيرة ضد الإستعمار قد عرفتها منطقة الأهقار خلال القرن 19. وأوضح الوزير عباس لدى إشرافه في ثاني يوم من زيارته للولاية على افتتاح أشغال ملتقى وطني تناول موضوع " المخططات الاستعمارية لطمس الشخصية الوطنية خلال القرن 19 " أن منطقة الأهقار كانت مسرحا لمقاومة شرسة ضد مختلف محاولات التنصير التي قام بها الإستعمار الفرنسي. وقال وزير المجاهدين "ان أهالي منطقة الجنوب قاوموا جميع محاولات المستعمر لتنصيرهم ولم يتمكن من ذلك رغم العديد من الحملات التي تمثلت في إغراء وجذب السكان." وذكر أن تنظيم هذا الملتقى الوطني بولاية تمنراست هو "فرصة حقيقية لتسليط الضوء على مرحلة تاريخية هامة من تاريخ الجزائر وعلى المخططات العديدة التي كانت تهدف إلى طمس الهوية الوطنية وهو مناسبة أيضا لإبراز المقاومة الشعبية بالمنطقة ضد هذه المخططات العدوانية ". وبالمناسبة سلم وزير المجاهدين حصة أولى من الكتب تتكون من 500 عنوانا إلى مكتبة المركز الجامعي "الحاج موسى آغ أخاموك" بتمنراست لتكون في متناول الطلبة الجامعيين بهذه المنطقة. ومن جهته ذكر الدكتور دادة موسى مدير المركز الجامعي "الحاج موسى آغ أخاموك" أن هذا الملتقى "ذو أهمية كبيرة لأنه مرتبط بالذاكرة الوطنية وسيسمح بإبراز جوانب من أهداف المخططات الإستعمارية الرامية إلى طمس الشخصية الوطنية". وتطرق المتدخلون في هذا الملتقى الوطني الذي تواصلت أشغاله على مدار يوم واحد من أساتذة جامعيين وباحثين ومؤرخين إلى عدة قضايا ذات صلة بالممارسات التي اعتمدها الإستعمار الفرنسي لطمس الهوية الوطنية خلال القرن 19 . وفي هذا الصدد أبرز الدكتور أحمد مريوش من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة بالجزائر العاصمة في مداخلة بعنوان " السياسة الفرنسية لطمس الهوية الوطنية " بعض المفاهيم المتعلقة بماهية الإستعمار و الهوية الوطنية ومكوناتها والأساليب التي استعملها الإستعمار الفرنسي للقضاء على الهوية الوطنية. ومن جهته تحدث الدكتور محمد سي يوسف من جامعة تيزي وزو عن محاولات الإستعمار الفرنسي في "تهجير سكان منطقة القبائل من خلال اعتماد سياسة التقتيل والنفي و التشجيع على الهجرة خارج الوطن و هدم البناءات ذات النمط العمراني المحلي القديم التي لها ارتباط كبير ووثيق بالهوية الوطنية و استبدالها بأخرى تتماشى وأهداف المستعمرفي بسط هيمنته الإستعمارية". وبدورها تطرقت الدكتورة فلة قشاعي من جامعة الجزائر 2 لموضوع "البعثات التنصيرية في الصحراء" مستعرضة بطولات سكان منطقة الجنوب وصمودهم أمام عديد المشاريع الإستعمارية "التي كانت ترمي إلى تكريس سيطرته على الصحراء الكبرى".