قدمت التعاونية الثقافية "أصدقاء الفن" للشلف عرض مسرحية "سي الهاني" المقتبسة من العمل المسرحي لأوجين لابيش "القواعد" أمس الثلاثاء بالمسرح الوطني الجزائري. و تقمص خمسة فنانين مسرحيين أدوار المسرحية التي كتب نصها عبد الكريم الهواري و أخرجها للمسرح لعروسي ميسوم والتي توحي للمتفرج التمعن في الآثار السلبية للكذب و الاحتيال في حياة الإنسان. و تروي أحداث المسرحية قصة سي الهاشمي فلاح ترشح للانتخابات رئاسة الغرفة الفلاحية لعهدة أخرى متكتما عن أميته أمام سي علي مستشاره الذي احتال بدوره وظيفة طبيب بيطري و حميدة بن شقرون الذي نسب لنفسه وظيفة باحث في علم الآثار. و يعتمد سي الهاشمي دائما على سعدية ابنته التي تكتب له خطاباته أو تخرجه من وضعيات غير مريحة تفرض عليه تبرير كفاءاته الثقافية المزعومة أمام زبيدة الخادمة التي لا علم لها بشيئ و التي تقوم بكل الأعمال بما فيها القيام بحملة لصالح سي الهاشمي في الحمام. و قد أدى عبد الكريم حر و كريمة مختار و الهادي ساحلي و جمال حامل و جميلة بن أحمد أدوارهم ببراعة كبيرة من حيث الأداء الفني أو الجسدي. و بهدف الحث على التفكير اختار المخرج المسرحي بمساعدة فاروق خليف مستندا على كتابة نص جيدة أن يربط مصير المحتالين من خلال زواج سعدية و اسماعيل ابن الباحث في علم الآثار المحتال الشيء الذي دعم طموحهم المغرض و أبعدهم على التعقل. و قد خلقت الإضاءة المختارة و الجو الموسيقي المتشبع من أصالة في مضمونه و حداثة في شكله الجمالي أجواء مواتية لحاجيات هذه المسرحية. و قد سبق لتعاونية "أصدقاء الفن" التي تأسست سنة 2011 و التي يترأسها لعروسي ميسوم و أن قدمت عروضا مسرحية على غرار "العايطة" و "عقد الجوهر" و "تحيا يا فنان" (للأطفال) و "مغامرات فردوس" (للأطفال) و "فريلاندا" و "سي الهاني". و توجد مشاريع أخرى قيد الانجاز بالتعاون مع الجمعية الثقافية للشلف "بوعرعارة" في إطار الاحتفال بيوم 5 جويلية المقبل و "معركة الأصنام" في إطار الاحتفال بالفاتح نوفمبر. و علاوة على المسرح تتضمن تعاونية "أصدقاء الفن" عدة مجالات فنية و تسعى إلى ترقية المواهب الشابة و تشجيع البرنامج الجاري لبناء مسرح بمدينة الشلف. "القواعد" (1867) مسرحية هزلية خفيفة (فودفيل) لعبت في فصل واحد حيث وصل بواتريناس رئيس أكاديمية ايتامب إلى ارباجون لزواج ابنته و إجراء أبحاث أثرية في حديقة مضيفه. أوجين لابيش (1815-1888) مخرج مسرحي فرنسي و مؤلف 180 عمل مسرحي أهلته للدخول إلى الأكاديمية الفرنسية سنة 1880.