أكد المخرجان جمال قرمي وزعفون قدور، أن تكوينهما الأكاديمي ساهم في انسجامهما الفني وتوافق رؤيتهما الإخراجية لإنجاز ''عقد الجوهر'' لكاتبه محمد بن قطاف· كما صرح ميسوم لعروسي، رئيس التعاونية الثقافية أصدقاء الفن، أنها المرة الأولى التي تحظى فيها منطقة الشلف بعملية فنية بهذا المستوى، كانت أولى نتائجه توظيف 80 شابا· يرفع الستار، مساء اليوم، بمسرح محي الدين بشطارزي، على مسرحية ''عقد الجوهر'' المنتج في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ,2011 بعدما جالت عبر ولايات الغرب الجزائري بدءا بالشلف، فتلمسان في الثامن جويلية الجاري، لتحط الرحال بالعاصمة· وتتلخص أحداث المسرحية، حسب قرمي: ''يتحدث العمل على جزائر 1829-,1945 هي نظرة تاريخية على أهم المحطات البارزة في ذاكرة الجزائريين كشعب مقاوم، وهي أيضا حكاية إنسانية وعلاقات بشرية وقصص حب تجمع (ساعد وسعدية)·· هي دراما تاريخية حقيقية''· شدد الثنائي زعفون وقرمي، على أن العمل لا يريد السقوط في الخطابية: ''ركزنا على الحوار الداخلي، على الإنسان كحالة ومواقف يعيشها، لم نشأ أن نلقن الجمهور دروس في التاريخ أو نخاطبه باسم الوطنية، هدفنا ليس تعليم الناس من هو دوفال وحادثة المروحة، بقدر ما ركزنا على الصورة، لأن الجمهور بحاجة إلى إحساس وليس إلى خطابات، وانبهار وسحر يشهده إلى العمل المسرحي فقط''· أما عن خلفية الاشتغال على نص محمد بن فطاف، فأكد قرمي: ''اختيارنا لنص بن فطاف ليس مجاملة لشخصه وإنما قناعة بجدوى الموضوع الذي مازال يساير الراهن، مع أنه صاحبه كتبه في الثمانينيات''· إستحسن الثنائي الإخراجي، تجربة العمل معا، وقالا إنهما يتقاسمان مسارا فنيا متقاربا، فكلاهما خريجا معهد برج الكيفان، متشبعان بخلفية أكاديمية، يملكان لغة ركحية واحدة، أما الاختلافات فهي ''مهنية محضة''، على حد قول قرمي· يشكل ''عقد الجوهر'' حدثا فنيا ومهنيا كبيرا بالنسبة لولاية الشلف وما جاورها من ولايات -حسب ميسوم لعروسي- بصفته منتج المسرحية ورئيس التعاونية ''أصدقاء الفن'' يقول: ''أنجز المشروع في إطار ورشة عمل ضمت 120 شابا جاؤوا من خمس ولايات هي تيسمسيلت، الشلف، تيارت، عين الدفلى وغليزان، يمثلون 33 جمعية مسرحية أو تعاونية، تكوّنوا على يد أساتذة من معهد برج الكيفان ومعهد الموسيقى، اختير منهم 15 متربصا أسندت له أدوار في المسرحية''، ليؤكد لاحقا: ''هذه أول مرة تستفيد منطقتنا من عملية بهذا المستوى، من حيث التنظيم أو الاحترافية، وظفنا 80 شابا وفق عقد ينتهي شهر ديسمبر، نتمنى أن يجدد أو يصبح دائما لهؤلاء، كما نجحنا في اكتشاف طاقات فنية نسائية كان نفتقر إليها في الماضي''·