دعا مشاركون في أشغال ندوة حول العلامة الشيخ مولاي سليمان بن علي نظمت اليوم الثلاثاء بأدرار إلى العمل على إبراز الجهود العلمية لهذا الشيخ و رسالته السلمية و الإصلاحية. كما أوصى المتدخلون في هذا اللقاء الذي نظمته جمعية زاوية مولاي سليمان بن علي بقصر أولاد أوشن ببلدية أدرار بضرورة التوثيق لسير و تراجم العلماء الذين تخرجوا من الزاوية القرآنية و الدينية للشيخ الراحل لإثراء التاريخ الثقافي و الفكري لمنطقة توات خلال القرنين السابع و الثامن الهجريين. وفي السياق ذاته إقترح الأساتذة و الباحثون إنشاء مؤسسة الشيخ مولاي سليمان بن علي للإهتمام بالموروث الثقافي للمنطقة بمساهمة المثقفين و أصحاب خزائن المخطوطات و تثمينا للجهود الفكرية للشيخ الذي يعتبر أحد أعلام القرن السادس الهجري بمنطقة توات. كما تم التأكيد خلال هذا اللقاء الذي نظم بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية بغرب إفريقيا التابع للجامعة الإفريقية العقيد أحمد دراية بأدرار على ضرورة التنسيق بين مالكي خزائن المخطوطات و الباحثين لنفض الغبار عن الكنوز العلمية التي تتوفر عليها خزائن المنطقة عبر أقاليم الولاية الثلاث توات و قورارة و تيديكلت . ودعا المشاركون أيضا إلى العمل على إدراج سيرة علماء المنطقة في المناهج التربوية حتى يقتدي الخلف بالسلف و لإعطاء صورة عن الحركية العلمية التي ميزت المنطقة في الحقب الماضية مع تعزيز دور الزوايا للقيام بدورها المعهود في التنشئة الإجتماعية حفاظا على المقومات الأساسية للأمة. و تركزت أشغال الندوة العلمية الثانية حول حياة و مآثر الشيخ العلامة مولاي سليمان بن علي التي احتضنها مسجد قصر أولاد أوشن ببلدية أدرار على ابراز جهود أحفاد الشيخ الراحل في مواصلة نشر رسالته العلمية عبر مختلف أقاليم المنطقة. جدير بالذكر أن الولي الصالح الشيخ مولاي سليمان بن على دفين قصر أولاد أوشن يعد من أبرز أعلام منطقة توات و مؤسس أقدم زاوية دينية خلال القرن السادس للهجرة وقد كرس حياته لنشر العلم و تنوير السكان و إصلاح ذات البين ولم الشمل حتى أطلقوا عليه إسم " سلطان توات" و كان ذلك نهجه حتى وافته المنية في سنة 670 هجرية . و إحياء لذكرى وفاته يقيم سكان القصر وعدة سنوية تتضمن أنشطة عديدة و متنوعة تدوم ثلاثة أيام تتضمن ختم القرآن الكريم و تلاوة المدائح الدينية إلى جانب تنظيم أنشطة فلكلورية لفرق الحضرة حيث تستقطب هذه التظاهرة السنوية جموعا غفيرة من الزائرين من داخل و خارج الولاية.